ذاكرة المكان .... أبو حسن / فلسطين


في مَـديح الظـلال تُـساورني الشكوك
بِـالصعودِ إلى أوعِـية الصَـدى . 
لسـتُ من أتباع الساهرين
كي أفسرَ للظلالِ ظلالـها! 
فالمكان هو الطريق ،
لكني أسددُ ظـل المُنحـدر في مكاني ، 
وأقول للتاريخ : مازلتَ حيـاً بعيد
ينتظر الوقوف على الأطلال ،
وتوقظُ للـذكرى أثر الجفاف العاطفي
حين تجفُ مواعيد الندى .
أنا كلُ ما حولي أحمل مصائري
من ولادتي الأولى ،
أجلس كثيراً على آنية الغياب 
كَـمظلةٍ سوداء.
أصغي إلى جسدي : بصحبةِ اسمي 
أعيد لـهُ إرثهُ، وشأني!
َوأشهد أني هنا ويتبعني .
للمكان راية ، ولِـلصهيلِ نايٌ بِـلا مَـزامير . 
و أنـا لا شَيء آخر.
يدعوني الضوء
إلى المغادرة كي نتقاسم هذه الظلال .
أطل عليّ من بعيد ، لأراني من بعيد 
وأعيد تكوين المسافة في ذاكرتي
كلما حَـك الغياب ذاكرتي .
أنا الخاطب والمُخاطب تَـمرُ ذاكرتي بِـذاكرتي
وآخرى كَـغدي لأكون صاحب صُورتِي .
وحدي هنا ليس الأمام أمامي 
ولا النهائي نهائي .
وجدتُ نفسي حاضراً ملءَ الغياب
 وجدتُ آخرٌ يشـدُّ بِـدايتي لِـنهايتي !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا