من أمراض النصوص… تميم العلي/ سوريا


هنالك نصوص مشوّهة لتعاطي كاتبها أفكاراً وعباراتٍ ممنوعاً تناولها بفترة الحمل.
وثمة نصوص ناقصة كُتبت قبل أن تكتمل برحم القلم فولِدَت من غير أيادٍ ولا عيون.
وهناك  نصوص تعاني من الخلع الكتابي 
لأنها كُتبت بقسوة الطريقة الخطأ ..
وقسوة اللحظة الخطأ.
 وهمجيّة المكان الخطأ.
وهناك نصوص عرجاء تَترُك أثر انغراز قدم واحدة على أسطر دفاترنا بمساء الرحيل. 
وهناك نصوص شُلّت رُباعياً لحُمّى أصابت القلم ذات اشتعال و غرور..
ونصوص محدودبة عَجِزَ ظهرها الفَتيّ حمل كهولة معنى ثقيل..
ونصوص هزيلة القوام لسوء امتصاص الثقافة
ونصوص زاحفة كُتبت بلحظة انبطاح قلب..
ونصوص عوراء أبصرت نصف الحقيقة.
ونصوص عمياء أخطأت كلياً..
ونصوص مجنونة تهذي بطلاسم لم تعِ نفسها بما تقول. 
ونصوص غير شرعية هي أقرب  للزنا حين نزرع بكتاباتنا نطفة كاتب تحمل جيناته وتاريخه ونتبنّاها . 
وثمة نصوص أنابيب غير محلّفة . 
فلا تشبه كاتبها لفرط العقم الأبوي. 
ونصوص ( متوحّمة) بعنقها وظهرها ندب 
بلون حبر ذاك القلم المُشتهى ..   
ونصوص شعثاء . أميّة بانتقاء عطرها وثيابها
فسقطت بمطبِّ الألوان 
وتوقيت الفصل المناسب  لارتدائها..
ونصوص متجعّدة المعاني. زادتها مساحيق التجميل بشاعة لضياع احترافية اللمسة ، والجهل بفن ملء المساحات.
ونصوص ضجيج  متخمة بالنشاز 
تفتقد الانسجام (الهيرمونيكس)
وحضارة تقبيل أصابع السلم الموسيقي 
وأن تغفو زهرة الكاردينيا على درجات بيانو 
ولا تجيد تكنيك التنقل بين صدر الوجع ورويّ الغرام…



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا