كتبتُ حتى اخضلت لحيتي.. بقلم علاء قراجة/سوريا


خمسة و عشرون عاما أو أقل
وامرأةٌ تحيك في الصباح ما نسلته في المساء
وهكذا .....
أذكر في أساطير اليونان القدامى شيئا كهذا
وقوسُ نشاب كبير
في الصباح
يصطفُ رجالُ الأرض كي يحملوه
ويفوزوا  بقلب تلك المرأة
ولا أحد
- لعلها الأوديسا ؟!!
يدقُ آخرٌ كعبَ قدحه على وجه الطاولة الخشبي
- ويصرخ : إنها الإلياذة
أنا في الزاوية أراهم وأعدّ بعيني الأخرى حبات الندى
على جبين فلاح قديم
يرفع معوله حتى يغطي الشمس
ويهوي بالمجداف في بطن البحر بحارٌ صغير
هو الوحيد من نجا من طروادة
خمسة وعشرون عاما أو أقل
لا زال يكتب حتى اخضلت لحيته
وابيضت عيناه فقد سقى بياض الورق المعتق بحبر المآقي
هو هناك عند فاصل صغير بين الحقيقة والسراب
هو أشره الناس حين الكتابة
لا معنى للكلام دون كتابة
طارت ورقة صغيرة من أمامي
فأصخت البصر جيدا
هاقد وصل من يرفع القوس بكلتي يديه
ويصوب للشمس رمحا يجبرها على المغيب في حضرته.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا