سورية المولد... فلسطينية الهوى ---- سوسن رمال / سورية
تسلل عشق فلسطين إلى قلبها الغض واستقر في إحدى زواياه ليزيده ورداً واخضراراً، كانت هامتها تقبل ذرى السرو والسنديان وتعانق قوس قزح في أفقها الحالم...عندما تنشد (بلاد العرب أوطاني)، وتتفجر براكين الغضب والحماسة ثورة مجنونة عندما تسمع (أخي جاوز الظالمون المدى)...
بعد حرب حزيران كانت ابنة العشر سنوات تنتظر بشغف برنامجاً كان يبث من الإذاعة [صوت فلسطين من دمشق] يرسل فيه أهالي الشتات سلامهم وأشواقهم إلى أهلهم في الأرض المحتلة فيعتصر الألم قلبها الصغير، وكثيراً ما ذرفت الدموع وهي تسأل نفسها: كيف لأم أن تتحمل بعدها عن ولدها؟! أو أب عن أولاده وزوجته؟! تساؤلات كثيرة موجعة لم تجد لها إجابة يومها !!!
كانت مأساة بحق... يومها أدركت أن ظلماً جائراً وقع على هذا الشعب المسالم.
في نهاية البرنامج كانت فيروز تصدح بصوتها الشجي:
وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة
يا منزرعين بمنازلكم
قلبي معكم وسلامي لكم.
لم تكن تتخيل تلك الطفلة يوماً أنها ستكبر وسيأتي ابن الأرض المحتلة ومن بين أشجار البرتقال على حصانه الأبيض حاملاً زهر الليمون ليسكبه عطراً على قلبها ويفوح شذاه في بيتهما الجميل!
فحملت إكليلاً من غار بلادها وتوجته أميراً على قلبها الذي أصبح كبيراً عامراً بحبه.
تعليقات
إرسال تعليق