السيء الجميل ... علاء قراجة / سورية



يقتحم متسول جلستي تلك 
يقطع صوت أم كلثوم 
يقطع صوت نرد طاولة  خلفي 
يقطع نسائم هواء يطير  أمامي 

سألت نفسي لماذا نشمئز من المتسولين 
و نتظاهر  بأننا أفضل منهم ؟؟ 
و لماذا نسمع أنصاف الأشياء ؟؟!!

في ذات المكان 
قبل سنين 
كنت جالسا..
لكن بلا كل شيء يحاوطني اليوم 
بلا كل تلك الهالة السيئة 


أخبرني صديقي 
أنه يتغير..يصير أسوء 
يصير سيئا للغاية 
يصير بلا ذلك الجمال في ابتسامته..
يصير شخصا سيئا جميلا
تلك الرهبة في عيونه..تتحول لشيء سيء 
تتحول لوجع غامض 
ذلك البريق يتقد من جديد 
و لكنه ليس أملا 
و لا حبا 
و لا أمانا 
إنه شيء ٱخر تماما 
حتى قلبه..يتغير 

هل أستطيع أن أكتفي بهذا الشعور في صدري؟ 
هل أستطيع أن لا أقاسمه معك ؟ 
لست قادرا على الحديث اليوم 
و لعلني لست قادرا غدا 
و لا بعد غد..
في داخلي عوالم...
 دفتر نصوصي لا يحتويها..
و لست قادرا على امتصاصها 
هي تعيد تكويني 
و إني خائف مني 
خائف كيف سيكون شكل وجهي
 يوم غد البعيد 
أنصتي جيدا..إنه خائف 

خائف من إرث يوسف 
خائف من وجوده فقط 

في الذهاب و الإياب 
بين أكوام الضباب
بين سطور على جدار الغياب 
يجلس صديقي القديم 
ينظر لي 
هو بثياب عامل بسيط 
يمتطي طرقات البلد 
يعمل مساعدا لسائق 
في مكان كان يقال له 
(( راموسة مدينة حلب )) 
كل شيء يعيدني إلى حلب 
صديقي بثيابه القديمة 
ينظر إلى و يضحك 
هو البسيط..أنا المثقف 
هو رث الثياب..أنا المؤنق
هو ثقيل اللسان..أنا المنمق 
لكنني أريد نفس ثيابه 
نفس بساطته 
نفس ثقل لسانه 
فليأخذوا مني كل ما حققت 
 أبيعه بفنجان قهوة على الرصيف 
فيلأخذوا كل ما سأحقق بنصف سيجارة و نصف رغيف 

هي هكذا تُقال 
(( أنا ضرير و ذكراكِ على جُنح الحمام )) 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا