إلى متى ... صابرين احمد عوده /فلسطين



إلى متى؟
سؤال يجول في خاطرها ( لا أدري منذ متى)، ولكنه كان في اكتوبر الحزين ، حينما تراقصت على أنغام (حافية القدمين)،
(أرايتم أنثى تتفنن في وجعها ، تحاور الوجع بلا نزيف )
هي كانت ولا زالت بلا مجيب لنداء قلبها المنهمّك في لملمة بقايا الخذل في أوردتها، والصمت سيّد الحكايا!
لقد رأت الثقب على منصة الحلم
منذ الرقصة الأولى، ولكنها في عناد قررت المسير معه
ظنًا منها بأن الزمن كفيل بالدواء،
حتى باتت حافية  من الوعود الواهية!

ومتى؟
ضحكة من القلب، أدمعت عينيها فرحًا
 بلا رجفة 
بلا ندبةٍ،
بلا طعنة ،
قبل عام ونصف بكاءٍ هزّ كيانها من وحيّ رقصة لعاشقة رتبتت على جسدها حروف اسم النهار الصداّح من وجه الحبيب المتيّم بها،على ( ضلّي اضحكي)، وكأنّها ارجوانة العمر الاتي ،
أدمع العمر الهارب ضحكات النادبة وعلى الوتر كان الالم
مرددة بالدعاء:
(لعلها تكون أنثى الهواء المتعطر من بسمة من الروح.)

إلى متى؟
تهمس إنّما لا بأس
فتتعلق في نوبة جنون حادة
هاربة لمسارٍ بلا مسار، تاركة خلفها الحدود الواهية، بلا شعور بالذنب، 
ولكن صارخة:
 اياكَ والمساومة
بين قصيدة الله التي نمّت في رحم الوهن والخداع
وبين قصيدتي التي احياها الخذل بالروح ،
من اَثر وشوشة بالأذن اليسرى 
(أنّي أرتجف من الالم)
لا وجه للإختيار يا هذا،
أنا ثُمّ أنا والبقية تأتي.

متى؟
يتحقق الوعد من قلب ذاق اللهفة ،
سأخذكِ للعزلةِ ،
لا هواء يلامس يدك اليمنى 
لسرد الماضي على ورقتي البيضاء
بلا ظلّ يفسد الخلوة الخالية من نشاز الوجع
بلا عراء الليل من وجهكِ المفتون فيه
وتسألين : كم مرة جئت بالبال
أجيب مرة لأنّك لم تغيبين من يومها
وسأخذكِ للعزلة:
ونموت معًا من نوبة الجنون الحادة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا