موت الدهشة ... نادية حرفوش/ لبنان
بعد نقاش طويل مع صديقي حول موت الدهشة,
كنت مصرّة على خلقها من بين الرماد ,أنا المثقلة بالوجع المنكسرة كأعناق سنبلات القمح تحت صفع الريح.
هو
يصر على أن الدهشة ماتت وشيعتها بلادتنا تحت ظروف الحياة البشعة ,
دُفنت تحت أكوام الجثث البريئة المكدَّسة في أزقة أوطاننا ,
في قلوب أبنائنا اللذين يذوقون المرّ في المنافي .
وأنا متشبثة برأيي على أن الدهشة هي غذاء أرواحنا والبقية الباقية التي نقتات عليها في زمن المجاعة ,
“التي أصبحت مُتخمة في زمن الجوع “
أمّا أنا ,فأراها بصورة خلّدت لحظة فرح بوجه أمي ،بمعزوفة حزينة لامست قلبي وأبكتني ،بجدران بيتنا العتيق حيث عرّشت على جدرانه ضحكات طفولتي وفي العلّية حيث كان بيت بيوتي ولعبتي
في وجوه العجائز الضاحكين
في ابتسامة الورد على كتف البساتين ونظرة زهرة خجولة فرّت من كف الحقول واستقرّت على كتف شارع حزين.
أحبّ الدهشة التي تُقَبِلُني من ثغر طفل صغير
نستطيع ان نخلق الدهشة ولا ندع أرواحنا تتساقط منا يا صديقي
تعليقات
إرسال تعليق