حنين دمشقي ... سوسن رحروح / سورية



اذكر انا التقينا 
عند اول رشفة شمس 
على جسر فكتوريا
 كان الجو مساء 
والحنين يكتظ تحت الجسر 
اذكر انا وقفنا معا 
وابتسمنا بصمت 
حين اغرانا ذاك المصور 
ان نعصر الشوق 
ونحتسي عصير اللقاء 
في صورة فورية
ضحكنا كما لو اننا 
اكتشفناه صدفة 
كان طعم الضحك 
يعلو على رائحة الفلافل
وكان الطريق متدثرا باللوعة
كثير من وجوهنا المرسومة
على اوتستراد المزة 
افتقدت طريقها 
وذاك المقعد الذي جالسنا 
في حديقة الاداب 
بكى حزننا المفجوع
ما اصعب ان تحزن المدن 
ان تبكي المدن
ان تنتحر المدن شوقا
اذكر أننا التقينا 
ذات حنين 
عندما كان قاسيون 
يلبس عباءته الضبابية 
ويلتقط قبلة سقطت 
على طريق المطار 
ويغلق باصبعه المزنرة بالفرح 
باب مصلى 
وباب توما 
ويقرع اجراس الوطن 
على وجنتي دمشق الخجلى 
اذكر 
اني صادفت وجهك مرسوما 
عند اول خطوة 
بشارع الحمراء 
ضممتك حتى تلاشى عشقا 
ثم غرسته عند رئتي المعبئتين 
من ترانيم الصالحية 
هناك سترينه 
يوم تعود الشمس الينا 
وحين نختلي بالوطن من جديد 
ونهمس له : هاقد عدت جديدا كما ولدنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا