جنوب ... حنة يوسف / فلسطين


في الطريق إلى الجنوب ..
تنبَّهْ! كي لا تنسلَّ منك الكلمات كما تنسل الروح من أطراف الجسد.
وترفّقْ بالسرد لئلا تغادرك الكلمات كما تفعل مع شاعر مجنون.

رويدك فهنا قد يسقط منك متاع المفردات عند أول منعطف بالقافية 

وقد تتخلى عنك الدلالات التي أعددت لها سِفراً طويلاً .. فالجنوب مختصر الجهات، وموئل من أُُجبِرَ على ترك ضجيح الحياة، ولاذ بالسكينة.

هنا تنتصب الحياة كشاهدٍ على أناس ما زالوا على سجية التراب، يشوون يومياتهم، كما يشوى الطين كي يصبح أقسى؛ أقواتُهم معلومة، ولهم ما تيسر من نشيد الأرض، وأماسي الأغاني الحزينة.

في الجنوب ...
ستجد الشعراء والمغنين، يستمطرون الزمن القادم من غيم يمر سريعاً 
وسترى طفلاً ممزقَ العينين، يلحق بنسوة اتخذن من الحقول أبناء، ففاضت بهن أمومة الخصب على جدب التراب.

فإن مررت بالجنوب فاكتب على كثيب الرمال:
أيها المار من هنا 
انصب خيمة الصبر 
وانشد أناشيدك الطوال.. وابتعد .....!!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا