أما عن أمي... Manar Alshiblak/سورية



أما عن أمي فقد ماتت بعد وفاة أبي  مباشرة..              
علمت ذلك عندما شمعت ضحكتها بالشمع الأحمر !
وساد الصمت أركانها..
وشرعت للدموع النوافذ..
واستقبلت الحزن بكامل قلبها!
وأعملت بروحها معاول الفراق أدمعا!
وتلاعب سكرات الدم بأروقة الوريد جيئا وذهابا

ناقوس الذكرى ظل يطرق بابها..
يتلمس منحدرات درب كرم العنب المجاور ..
زرعه أبي..
وكذا إذا ما أثقلت حبات الليمون الأغصان ..
تقول لي أمي أن أبي قطف حباتها من كبد الليل فأستحال الليل نهارا  ..
وتوهج الضياء..
فالليمونه كذا وافتها المنية بعده!

أما برتقالتنا تجمهرت مرارتها ودلفت من قشرتها تتابع الجنائز المتتالية ..
وللآخرى قصتها ..
هذا أنه عندما عاد أبي للمنزل ذات شتاء ..استبد به الحزن فأرخى رأسه على صدر أمي ..
ومن يديها المترعتين حنانا..أشتبكت وشعره الأبيض فتناثرت حبات طلع ليزهرن برتقالا..
برتقالا بلون عينيها  ومرارة وجعها!!

أما عني فقد جيئ بي عنوة !
من أب صيرتة زنابق التربة ..بذرة بالقلب مزروعة ..
يطالها الدعاء كل ليلة..
وأم أتخذت عرائش الياسمين من قلبها مسكن ..ومن روحها يتورد جوري حارتنا كل موسم!


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا