يا حَادِيَ العِيسِ ... هيثم قويضي / سورية
يا حَادِيَ العِيسِ .. رِفْقاً قَد أسَلْتَ دَمِي ..
فَالـقَلبُ يَلحَقُُ ذَاكَ الرَّكْبَ في الظُّلَمِ ..
إنَّ الصَّبابَةَ ليسَتْ تَهتَدِي لَهُمُ ..
تَـاهَت مُهوجٌ بِوادِي الشِّيحِ والعَنَمِ ..
إنَّ السَّبيلَ إلى لُـقْيَاهُمُ كَلِفٌ ..
يَا وَيْحَ قَـلبِيَ ..لَيتَ الصَّبَّ لَمْ يَلُمِ ..
وَامُهجَتَاهُ .. فَلا ألقَى بِبَينِهُمُ ..
إلا الشَّقَاءَ ..ولا ألقَى سِوَى ألَمِ ..
قَد كانَ يَسْكُنُ هَذا القَلبُ حَيَّهُمُ ..
واليَوُمُ أَضحَى فَقيرَاً فَاقِدَ الِنِّعَمِ ..
واحَسرَتَاهُ عَلى الأيامِ دُونَهُمُ ..
فَالغِيْدُ بَانُوا .. وجُرحِي غَيرُ مُلْتَئِمِ ..
قَد عَيَُّرونِي بِأنِّي لَمْ أَذُبْ وَلَهَاً ..
إذْ كَـانَ قَلبي بِهِمْ يَومَاً أَصَمُّ عَمِ ..
إنَّ الذي كانَ يَسرِي في العُروقِ كَمَا ..
يَسرِي النَّسيمُ على الأزهارِ بالأجَمِ ..
قَد ضَاقَ ذَرعاً بِقَلْبِي .. فَاستَحَلَّ دَمِي ..
إنَّ الـقُـلـوبَ لِغَيرِهِمُ لَفِي صَمـَمِ ..
لَو أنَّ رُوحِي تَناسَت صَدَّ مُتلِفِهَا ..
لَمَا ذَرَفتُ دُمُوعَ الوَجدِ والنَّدَمِ ..
ياغايةَ القُربِ ..كمْ أَحيَا بِكمْ وأمُتْ ..
حَالُ المُحبِّينَ قَد أَبقَى عَلى السَّقَمِ ..
لُذْ بالًِلحَاظِ ..فَلا دُنيا بِدُونِهِمُ ..
إنَّ الِّلحَاظَ لَتُحيِي القَلبَ مِنْ عَدَمِ ..
قِفْ بالمُحَيَّا .. فَلا تَحيَا المُهُوجُ بِلا ..
تِلكَ الوجُوهِ .. ولا نَجوَى لِذِي ألَمِ ..
تعليقات
إرسال تعليق