تلك المدينة... فاتن بابللي / سورية
تلك المدينة ...
تختزل كل الروائح
جنبا"إلى جنب
رائحة الموت والزهر
رائحة الصمت المريع والعطر
وجهان حقيقيان
من دمع وفرح متخم
كل قدر محتم..
وجه مضيء..ووجه مظلم
تلك المدينة
في طرف ليس ببعيد
جلس قرب مدفأة ثرائه
بكأس نبيذمن السرور المعتق
يعاقر ملل ما..
لديه كل شيء
ينقصه كل شيء
مدينة تعيسة..
عاهرة..قديسة
أطفالها..شرعيون
سعداء بصق القدر
أطفالها أبناء حرام
تعساء كذاك الركام
وجهان حقيقيان ..من دمع وفرح متخم
كل قدر محتم
في طرف من المدينة ليس ببعيد
حائط جلس متكئا"على حائط
مذبوح عمق الوريد
تشققات الفقر تدميه بردا"
مدان بخطيئة الجوع
لا الحظ يسعفه..ولا الصدى يمنحه ردا"
يصارع موتا"ما
مدينة..
تقاسمتها الملامح..وتاه فيها البشر
ترتدي أقنعتها..وتغفو تحت القمر
مدينة الأجراس والزينة
مدينة الحفر
طفل مثقل بألعابه
وأخرأثقله المطر
من قمة نجمة بعيدة ..في رأسك
إن أنت أمعنت النظر
وجه متعب يمطرك حزنا"
ووجه سافر بألوانه ..حد الضجر
تلك المدينة..
حبيبة الروح
بغيضة كطعم القهر
تعليقات
إرسال تعليق