سألتني العرافة... سوسن رحروح/سوريا

عند الساعة الثامنة إلا
منتصف العمر
سألتني العرافة 
ما اسمك؟
رميت حرفاً مجنوناً 
في بركة الضوء
كان هسيساً ناعماً 
حين عبر أحداق النور بغتة 
فردت أصابعي كجناحي نسر بحجم السماء
أنا على شفة النهار 
بعض سوسنة ونيف
لكن ليلي يضفر جدائله الطويلة
ويغني 
(عيناك غابتا نخيل ساعة السحر )
فينسكب على شرفة القمر 
قطرة من راح  روح
تعيد إلى السماء زرقتها 
وإلى خضاب البحر جل حديده
......
أعادت علي العرافة ذات السؤال 
ماااااااااسمك؟؟
ارمي حجارتك العارفة
وافتحي لي سبل الغيب 
فقد نسيت أمي 
متى ولدتني وكيف!!!!!
كل ما أتذكره 
أني ولدت حين طعن خنجر البعثرة
خاصرة موطني
في أيلول أسود كالجحيم 
كان تشرين ينتظرني 
حاملاً كفنا وشاهدة وقبراً
وكانت دمشق تحرق وحدتها 
وحلمها الشجي 
فتغفو على قهر 
وتصحو على عهر
......
ارمي حجارتك الغيبية
وحدثيني عن مواسم القحط 
التي عبرتني 
لأن أبي عندما كسر مجدافيه 
في مركب الحرب
نسي أن يديه الحانيتين 
قد ضاعتا بالقرب من محدل شمس 
كانت يومها الشمس 
تغرد خارج السرب 
فأكلت عيني والدي 
وقضمت كلتا يديه
فحط رحاله في آخر الليل 
وأسدل ستائر حلمه 
ونام في الظلام
مااااااااااسمك ؟
للمرة المليون بعد الصمت 
اسمي غائب في 
ضباب الفقد 
ماعدت أذكر إلا أسنان سين مكسرة 
وواواً حسبت نفسها حاء
ونوناً ظنت الأيام غافلة 
فتحت ذراعيها لحلم هائم 
فصارت راءً
تتوه بظلها 
تهيم بصحراء الجنون تارة
ومرة أخرى 
تلوك قهوتها على عجل 
وتقلب فنجانها لتقرأه 
عرافة الصمت البعيد 
......
في صمتها المعلق بالضجيج
رسمت العرافة على كفي 
خطوطاً من ضباب 
مسحت خطين من فرح 
وخطاً من سراب
أغلقت نافذتين من أمل
وباباً
للعتاب
تمتمت بحراً وافراً
وقافية 
كان صوتها محمولاً على ريح الإياب
(سكابا يا دموع العين سكابا
تعي وحدك ولاتجيبي حدابا
وان جيتي وجبتي حدا معاك
لهد الدار واجعلها خرابا)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا