صرخة شجّت سكون المساء... نادية حرفوش/لبنان
أنا لم أقتله يا سيدي!
لكنه هو من سرق هويتي
وغزا ليلاً تحت جنح الظلام
على مضارب قبيلتي
وسرق مني طهري واستباح طفولتي...
أنا لم أقتله يا سيدي!
هو من قام بسرقة غنم جدي
وطمس عيون أبجديتي
وغيّر درب الغيم في السماء
واستباح شراييني وشوه خريطتي...
أنا لم أقتله يا سيدي!
لكنني بطفولتي الرعناء صفعت وجهه
قمت بدور أبي الأسير
ولملمت الدم المسفوك من أمي
يروي التراب
رشقته بحفنة غضب من عينيها المغمضتين
وحاولت استعادة كرامتي
جاهدت للوصول الى نهايتي
وانتزعت من براثنه المقيتة
اسم فلسطين وأغنيات جدتي...
أنا لم أقتله يا سيدي!
لقد قتلت به جبن عروبتي
ورفعت رايةً منكسة منذ عقود ماضية
حينما تاه العرب عن بوصلتي...
أنا لم أقتله يا سيدي !
لقد قتلت به جبن أمتي...
تعليقات
إرسال تعليق