يومٌ اِشتاقَ لخاتمته، أرهقهُ طول الدقائق، وتثاؤب الساعة المكوّرة، اِحتفظ لنفسه ببعضٍ مِنَ القوّة كي يبقى على قيدِ الحياة، بدأتْ شمسهُ تميلُ كما عذراءَ على كتفِ حبيبها، لم يكن ( أسعدُ ) يحمِلُ منْ اسمهِ سوى ذاكَ اللقبْ، انهمكَ طيلةَ ساعاتٍ بعملهِ الشاق، لمْ يتبق لهُ سوى طريق الرجوع إلى شريانِ بيتهِ القابعِ في زقاقٍ ضيقْ ( لابدّ أنْ أشتري حاجياتِ اليوم، وإلاّ ... ) قال لنفسه وهو يبتسمُ في كُمِّ قميصهِ , وصمتْ ... اِرتدى ثيابَ العودةْ، قبلَ أن يحتسي أجرة أسبوعٍ ويومينِ مِنَ العمل، هُناكَ السوقُ بانتظارِ النقود الشهيّة ، ورغداء تنتظرُ هي الأخرى، تُرى مَنْ سيفرحُ أكثرْ، تساءلَ لمراتٍ، انتعلَ حذاءه اليتيم، وغادرَ المكانَ صاغراً ... كانَ السوقُ يعِجُّ بمنْ هبَّ ودبْ ، حاجياتٌ وأُناس، نساءٌ ورِجال، اِنتبهَ أسعد إلى تلكَ الفتاةِ الطويلة القوام، جميلةٌ بما يكفي لتُثيرَ كلَّ ما لديه، لم تتجاوز العشرين، هكذا بدَتْ وهو يرمِقُها بنظراتٍ مُرتعشةِ ( هذه هي النساء وإلاّ فلا، تلكَ القصيرة قضتْ على مستقبلي ) تلفتَ حوله، كان يسخر منْ نفسهْ، ورُبّما منْ حظّهِ الذي دَفعهُ إلى حُضنِ رغ...