المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2017

أنا اليوم قوية ... نبيلة طه/سورية

صورة
أنا اليوم قوية..  فقد اجتزت أرقي صرت أنام باكرا شيء ما يغذيني باللامبالاة ربما كان إيماني بانتمائي لجذور أبية .. أنا اليوم قوية جمعت فوضى أوراقي وعلى شرفتي حرقتها أهديتها للريح وجبة شهية.. أنا اليوم قوية.. أعي جيداً انفصالي عن قلبي عن تباطؤ النجمات في ليلي غدرا عن كل ماظننته خيرا وكنت بظني غبية .. اليوم.. كسرت أصناماً كثيرة بداخلي.. اصطّف كلّ منها بدوره في زوايا روحي..   إثر كل حوار وموقف لم أكن فيه قوية

ليل وطرق... حنة يوسف/الأردن

  أرادته هروباً ينسيها الوجوه والأمكنة، وفراراً من وجع ساكنها طويلاً ولم تعرف منه فكاكاً..  ما نفع الأمكنة عندما تفقد حميميتها؟ وما فائدة الملامح  عندما تكتسي بالغبش، فلا تعود تلمح فيها اسمك أو رسمك؟ لم يبقَ لها من حيز حيث غادرت سوى ما يعادل جناح يمامة هوى في رحلة طيران طويلة.    كم تلبستها حالة عدم التوازن كأن تقف على قاع رأسها مثلاً! كأنها تتمرد على المألوف، أو تعلن ثورتها الخاصة بوجه هذا الشتات، دون أن يستطيع أحد النفاذ حتى أخمص قلبها كي يعرفها كما هي دون تنميق.   قليل من متاع، كثير من الذكريات والروايات قد تستر عري غربتها، وبعض  قصائد تصلح كتمائم  في عنق القلب العليل. الكتب ....خير الرفاق، أنيسها وونسها في لياليها المتلاحقة عندما تعجز عن تتمة الحكاية، و حين تخونها  فصول الرواية، وهي ابنة الرواية تراها تتكور في عقدها، وتدخل الحبكة من بين شقوق الهوامش.   ها أنا يا صديقي الروائي! في بقعة ما من (شرق المتوسط)* أبحث عن جهة تأويني، عن مدن بلا أسوار تلفها أو جند يحاصرها، ويعد أنفاسها أو يدقق في الهوية في نقاط منافذها.. ها انا أحمل ...

أطل على الحياة... حنة يوسف/ الأردن

صورة
 أطل على الحياة  من  كافة  مغاربها   من حيث تقفل  شمسها عائدة إلى حقول أمها  فمن حيث تمضي هي  يبدأ  نبضي  من شبابيكها التي تلد الضوء   وأبوابها  المفتوحة لجلسة سهر  من ساحاتها الندية و شوارعها  التي تخلع عنها مجمرة النهار فتدب بها النسائم الرطبة  والأغاني  من مقاهيها  الشعبية ومن  مركبات الباعه المتجولين  وأصوات حدائهم  من ناسها الذين يطوون  هجير  اليوم  كطي السجل ،ويقفزون بخفة غزال  نحو الفرح    وأرنو  اليها  (تلك الحياه )من   أعلى  قبابها، وحين يستكين اليمام  ويبدأ طمأنينة النوم.   في تلك اللحظات  أتجول كعرافة  على كفها الممدود فأقرأ طالع الليل بكل جلية  على مساءات الحياة. ضع قلبك ،وقصائدك  كن  أنت  الراوي والرواية  وعلى أقل من مهلك ،احتسي  ثرثرة رفاقك و قهوتك ....!!!

أنثى... نبيلة محمد طه/سوريا

صورة
بكماء بكل ما أوتيت من فصاحة .. شاحبة بكل ما تغنت من بهاء .. جافة بكل ما تندت من عذوبة . تقرع طبول الأحلام وتراقص نفسها  صدقت الأسطورة التي تقول : تحت جلدها نهر..  إذا مزقته سيغرقها ..

قالوا أنت غريب.. عدنان صقر/الأردن

قالوا أنت غريب  : تعبث بي السنون فصرت طرا  وهل يطيق العيش من ضاق هجرا  غريب قالوا حين اعتزلتهم  قلت :لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا  قالوا : مجنون نعم عاشق بلى  قلت : أنبئني هل كان الأمر سرا  إني غريب عن ذات معللة  أقولها صدقا فسريرتي جهرا  دعوني ما لعيش حين تكبلني  لا أرض تحاصر شعلة الفكرا

يوميات رمضان 24" المرأة التي هوت"... وليد عرفات العايش/سوريا

صورة
يومٌ اِشتاقَ لخاتمته، أرهقهُ طول الدقائق، وتثاؤب الساعة المكوّرة، اِحتفظ لنفسه ببعضٍ مِنَ القوّة كي يبقى على قيدِ الحياة، بدأتْ شمسهُ تميلُ كما عذراءَ على كتفِ حبيبها، لم يكن ( أسعدُ ) يحمِلُ منْ اسمهِ سوى ذاكَ اللقبْ، انهمكَ طيلةَ ساعاتٍ بعملهِ  الشاق، لمْ يتبق لهُ سوى طريق الرجوع إلى شريانِ بيتهِ القابعِ في زقاقٍ ضيقْ ( لابدّ أنْ أشتري حاجياتِ اليوم، وإلاّ ... ) قال لنفسه وهو يبتسمُ في كُمِّ قميصهِ , وصمتْ ... اِرتدى ثيابَ العودةْ، قبلَ أن يحتسي أجرة أسبوعٍ ويومينِ مِنَ العمل، هُناكَ السوقُ بانتظارِ النقود الشهيّة ، ورغداء تنتظرُ هي الأخرى، تُرى مَنْ سيفرحُ أكثرْ،  تساءلَ لمراتٍ، انتعلَ حذاءه اليتيم، وغادرَ المكانَ صاغراً ... كانَ السوقُ يعِجُّ بمنْ هبَّ ودبْ ، حاجياتٌ وأُناس، نساءٌ ورِجال، اِنتبهَ أسعد إلى تلكَ الفتاةِ الطويلة القوام،  جميلةٌ بما يكفي لتُثيرَ كلَّ ما لديه، لم تتجاوز العشرين، هكذا بدَتْ وهو يرمِقُها بنظراتٍ مُرتعشةِ ( هذه هي النساء وإلاّ فلا، تلكَ القصيرة قضتْ على مستقبلي ) تلفتَ حوله، كان يسخر منْ نفسهْ، ورُبّما منْ حظّهِ الذي دَفعهُ إلى حُضنِ رغ...

كيف أصفك؟ بقلم نسيم الريح/سوريا

صورة
كيف أصفك .. في هذي الليلة…؟ القمر غاب.. وتطلبين مني ما لا أطيق.. أنت المدى بين دفتين.. رواية.. بدايتها الأفق.. و لا نهاية إلا إن أكتشف اللا أخير.. مستجد أنا.. و ما زلت أحبو على ظهر الغيوم.. كيف يكون الوصف...

ثورةُ التاءِ الساكنة... تميم العلي/سوريا

صورة
    لنْ أجدكَ بعدَ اليوم ِأيّها العابر  لأنّي أضعتُكَ مُتَعمداً ولأني دسستُكَ بالضبابِ  وفي الزحامِ متعمداً واضرمتُ الظلامَ حولك فلا تغامر أيّها العابر  لقد انتميت بكامل إرادتي  لحزبِ القراصنة وانتهى الأمر  وأعلنتُ مع جموع النساءِ اللواتي انتمين معي لوطنٍ عائم فوقَ فكرِ القاصرة وأننا سنخلعُ سويّة رداءَ الولاء فهاكم خطوط استواء الذكور  وتأنيث خطوط عرض الخاصرة ونلقي إليكم سياطَ الحياءِ  كرهتُ التشمسَ فوقَ السطور  لتسكبَ فوقي جحيمَ الخواطر فلسنا انتصافاً ولسنا انحرافاً ولسنا دوائرَ  أما مللتم حياةَ المساطر وإن كلَ استداراتَ النساِء لديكم قناطر  ايّها العابر  بهذا المساء ستنجب ُ ذل اجترار الأسِرّة وتحبل يوماً برنة هاتف  ونلعنُ فيكم ذهول الجدار   وحتماً سنقطعُ لسانَ الشراشفِ وداعاً لأمسِ نساء المتاحف بهذا المساء   أيهّاالعابر صوبَ  هاء الذكور وتاء الشوارب  أيّها المحذوف في الملهى المجاور   ستعرفُ كيفَ تموءُ ال...

صرخة شجّت سكون المساء... نادية حرفوش/لبنان

  أنا لم أقتله يا سيدي! لكنه هو من سرق هويتي وغزا ليلاً تحت جنح الظلام  على مضارب قبيلتي وسرق مني طهري واستباح طفولتي... أنا لم أقتله يا سيدي! هو من قام بسرقة غنم جدي  وطمس عيون أبجديتي وغيّر درب الغيم في السماء  واستباح شراييني وشوه خريطتي... أنا لم أقتله يا سيدي!  لكنني بطفولتي الرعناء صفعت وجهه  قمت بدور أبي الأسير  ولملمت الدم المسفوك من أمي  يروي التراب  رشقته بحفنة غضب من عينيها المغمضتين  وحاولت استعادة كرامتي جاهدت للوصول الى نهايتي  وانتزعت من براثنه المقيتة  اسم فلسطين  وأغنيات جدتي... أنا لم أقتله يا سيدي!  لقد قتلت به جبن عروبتي  ورفعت رايةً منكسة منذ عقود ماضية  حينما تاه العرب عن بوصلتي...  أنا لم أقتله يا سيدي ! لقد قتلت به جبن أمتي...

قارب العمر المثقوب... نبيلة محمد طه/سوريا

صورة
سعيدة لأني وصلت إلى نفسي  تعيسة لأن الطريق كان قلبي!  لابد أن ترمي الكثير من أحلامك لتنجو  في  قارب عْمرٍ مثقوب …  

وأعلم أني رأيتك ... محمود اسماعيل / فلسطين

وأعلمُ أني رأيتُكَ في الكظيظِ قزحا وفي صوتِ الهمهمةِ مطمئناً سمحا لخبيءِ جيئتِكَ حدقي فتحا ترمقُ خيفتي عصمةَ سجفٍ عساه جرحا من داع وضع دامله أجج ملحا رجوتي كنيل اليد دخاناً بالهوى سبحا أو كشفاء أحطاب لهيب ظلوم لفحا  ربما بكاف ونون إذ بالراح مسحا فعد لأبقى غضا بالندى فرحا ...

درس للغربان السود.. علاء قراجة/سوريا

صورة
ابحث في صندوقك القديم  عن لوح صغير  وحاول أن تخط حرف الألف  كما فعلت قبل عشرين عاما  حاول أن تستسيغ القهوة كما فعلت في اللقاء الأول  حاول أن تمسك الناي كأول يوم  لن تستطيع  فأنا اليوم بلور مرصع بالفجر  أنا نخلة مسحوبة من العراق  مزروعة أمام شرفة أمير دمشقي في غرناطة  غرناطةٌ... وصحت قرون سبعة في تينك العينين بعد رقاد  أنا كوجه بلادي مثقل بالحب...  مثقل بالحرب  لا تطلبي يا صديقتي وصفا لبلادي  فأنا عقيم في الوصف  ولكن انظري في وجوه الطاعنين فثم وجه الوطن  على وجه جدتي وسم للوطن  عدي على أصابع اليدين كل الأخاديد  كم كوثرا ها هنا  ها هنا أرجوحة الفجر  كتابات أسخيلوس على حجر السلام  رقصة مولوي عاشق  كراسة في حجر طفل بسنوات خمس يرمق السماء ها هنا مسرى البديات كل البدايات  فنحن نصوغ البدايات كحكايا النوم  من هنا يسرق البشر كل نوتات الخلود ويعزفون  من صوت مناقير الفراخ التي تدرو حول العيون  من انسكاب الد...

رسالة.. تميم العلي/سوريا

صورة
افترقا فكتب لها هذه الكلمات: ~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ((..أنا منذ البدء أعلنت يا سيدتي أنك لست إلّا عابرة وسيأتي يوم نفترق وها أنت لم تعودي حبيبتي التي أشعر بثراء امتلاك قلبها لأنه امتلأ كراهية ذات سوء فهم وانهيار حلماً كان ملجئي ومنفاي ومسقط قلبي فكيف لا أمزق صفحة كنت بها معك. أشكرك سيدتي على  بعدك. ومحاولات نسيانك. أشكرك لك  كسر أجنحة فراشاتي الملونة التي أدمنت رحيق صمتنا. الذي يُعيي الكمان ويشقي القلم حاولت محو أمية أصابعك وأمية  ليلك بالبوح الذي ينصفك ويرسم لك حجم خساراتنا فأهلاً بمعنى لن يعنينا وصبحاً لن يجمعني بعد اليوم بك ياحبيبتي .)) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ مضى على افتراقهم عام . قرأتْ له  قصيدة نشرها على صفحتهِ  كانت تحفظها عن ظهر قلب كتبها لها ذات يوم.  أرسلت له طلب صداقة من جديد . كتبت له: اشتقت لك  كتب لها : ألا زلت تحتفظين برسالتي  كتبت: بكل تأكيد قال: إقرئي الأسطر الفردية 1-3-5-7...... *      *      *     *      *      *     * ...

بلا عنوان... رنيم الخلف/ سوريا

صورة
لا أمر من وجع مر يلازمك طيلة الوقت من حكم على هذا الوجع ليكون هكذا .. نحن؟ ولكن من نحن؟ ولماذا عندما نحزن نغص بالحروف، يبتلعنا الصمت كما يبتلع البحر سمكة..! عن أي حال أتحدث؟! "مزاجية" نصف جنون وهدوء... تناقض حد التشابه.. جمال ونقص دون كمال.. بعثرة وترتيب .. كل التناقض أتفهمه.. إلا أنني لا أفهم ما الذي يأخذني لكل هذا الحزن فجأة بدون سبب وبدون أن أبوح..؟ تبا.. تبًا أنا التي لم أشتم يوما اقول لك تبًـا أيها الحزن ..!

أنا الهاربة من واقعي ... ماريا رزق الله / الجزائر

صورة
وأنا الهاربة من واقعي أتبعك كالخيال، أغرق في تجاعيد الذكريات، أتوغل في غابات التيه، أبحث عن جذع عيد .. أتبع ذرات شوق نثرْتَها ذات ليلٍ قبل الرحيلِ، وقبل بدء البدء..  معتنقة بعضاً مني والكثيرَ منك، علني أبلغ أثرك .... أينما لاح بصري رأيتك، وظننت أنني قد نسيتك! كيف بإمكانك التمَكُّنِ رغم الغياب؟ كيف لا تكون سيد الحضور؟ و مجرد ذكراك تمحو كل الأطياف العابرة، ومكانك في القلب لازال ينبض، لازال يشتاق .... كيف استطعت الهجر؟ وأنا من بنى لك في القلب مستقراً يشبه الجنة. وبماذا سأخبر الفؤاد كلما نادى باسمك وسألني: أين هو ..؟؟!!!

سألتني العرافة... سوسن رحروح/سوريا

عند الساعة الثامنة إلا منتصف العمر سألتني العرافة  ما اسمك؟ رميت حرفاً مجنوناً  في بركة الضوء كان هسيساً ناعماً  حين عبر أحداق النور بغتة  فردت أصابعي كجناحي نسر بحجم السماء أنا على شفة النهار  بعض سوسنة ونيف لكن ليلي يضفر جدائله الطويلة ويغني  (عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ) فينسكب على شرفة القمر  قطرة من راح  روح تعيد إلى السماء زرقتها  وإلى خضاب البحر جل حديده ...... أعادت علي العرافة ذات السؤال  ماااااااااسمك؟؟ ارمي حجارتك العارفة وافتحي لي سبل الغيب  فقد نسيت أمي  متى ولدتني وكيف!!!!! كل ما أتذكره  أني ولدت حين طعن خنجر البعثرة خاصرة موطني في أيلول أسود كالجحيم  كان تشرين ينتظرني  حاملاً كفنا وشاهدة وقبراً وكانت دمشق تحرق وحدتها  وحلمها الشجي  فتغفو على قهر  وتصحو على عهر ...... ارمي حجارتك الغيبية وحدثيني عن مواسم القحط  التي عبرتني  لأن أبي عندما كسر مجدافيه  في مركب الحرب نسي أن يديه الحانيتين...

عدت منك يوماً ... فاتن بابللي / سورية

صورة
وعدتُ منك يوماً ببعضٍ عطرك وبعضِ دموعي أزحت أشياءَك عن طاولتي  رميت بقايا رماد سجائرك  فبعثرتها الريح  في سماء نحيبي جلست دفعة واحدة من الخيبة على كرسي انكساري  أسدلتُ الستائر عن نهاري  وطردْتُ أنفاسك من غرفتي احتفظت ببعض هواء في رئتي أوراق وقلم... كل ما تبقى على طاولة  وكتبت لك قصيدة  وطويت آخر صفحة من خسارتي

ركام ... علي العنزي / سورية

ركام .. وجسدي الملقى على أريكه النسيان أكاد أنسى تفاصيلي .. وحلم لاح في الأفق تلاشى .. بقايا ذكريات على مشارف الغروب  مع بقايا الشمس تودع السماء والغيمات .. راحل أنا إلي .. أنسحب منها بهدوء .. يعزف على وتري حنين الأشواق سأعود يوما على خطاها أبحث عن عشق وحب لونته الأيام غرق في تيه وضاع سأعود طفلاً ابتسم للألوان يلهو بِكرة دحرجتها الريح العقيمة أنتثر مع الغبار وأغزل من شعاع الشمس قصيدة لها .. وإلى الآلام أنا قصة قصيرة حروفها مبتورة الأقدام ......

قصة: حضن السماء... بقلم ناديا حرفوش/لبنان

صورة
 تائهة تسير في عمق الشارع المظلم، وحيدة والريح الباردة تصفع روحها. لا تعلم لم تبكي وإلى أين تمضي؟ تائهة هي وحيدة على أرصفة الحياة.   وجهها الأبيض كنوارة وشعرها الأسود المشعث لا يخبوان من جمالها المتوهج. مهرولة لا تدرك أين تلقي هذا الكم من الحزن عن عاتقها؟!   أصوات خطى الغرباء في ذاك الدرب لم يفزعها، لقد أفرغت الحياة منها كل شعور بالرهبة. وهي تلك الناحلة الموجوعة كانت تحملق أمامها إلى البعيد والطريق يمشي بها. ما هَمَّها البرد الذي يقرص أطرافها بكل وحشية ما دام الجليد يسكن بعمقها،والدمع يغسل وجنتيها الشاحبتين كشمعة تذوي في ركن غرفة مظلمة.   لن تستطيع برودة الحياة أن تمنحها وجعا أشد وطأة من لهيب قلبها، ونار لهفتها.   كانت تتعثر تارة لتنحني إلى الأمام بكل ثقلها، وتشدّ عضد هامتها وترفعها للأعلى تارةً أخرى، وجسدها النحيل يتمرجح كنخلةٍ في وسط العاصفة. لم تكن تشعر بالتعب فهي تبحث في مدارات العتمة عن ذاتها، عن كينونتها. وتسأل السماء بعينيها الدامعتين: -ألا أجد في خاصرتك ملاذا لوجعي؟ ضميني إليك  أيتها السماء الرحبة وقد ضاقت بي سبل الحياة.  إلى أين ...

ضباب الدموع ... فرانسوا عزو الرحيباني / سورية

صورة
احصي أنفاسك الملطخة بأنفاسي ..! والعمر العابر المتشابه بـالرمادِ احصي قبلاتنا الممزقة عند الفجر استحمي بها… اجعليها دواةً ..! سطوراً في معركة الحب حاضرة ..! طوق نجاتنا وفرحنا بل أغنياتنا المسافرة ..! هل ألد الكلام المعسول لبيقى حبكِ ..! أم أقيد عاطفة نزفي جيشاً من حروف ..! يحييها نبضك الملهوف فأنت مرآتي ..! أدق أدق مساماتي نارٌ من أسرار ..! دفتر عشقي ..! ضباب الدموع زيّن اليوم ليلاتي .. بحسرة… ! أراك تغادرين السطور كسيفٍ اعتلى معطف النسيان ..! و عاد سريعاً .. يتخضم في عربدة انكساراتي أترجة… ! يشكو اتساع غمده .. لا تكفيه أناتي جنون نزوة ..! شعرك… . شيطان لم تنكفئ فيه لذاتي ..! أمسية من وجوه تقطن الكَلمْ .. بئراً وهوةً .. أخر قطرة في كاساتي خمرة ..! اختلاج الكرى عند المغيب ..! يرفرف صداه في عباداتي صلاةً ..! يغمر الرحى منك .. عطر ياسمينة تنام في صدري تنشر شذاها أيان المحاكاة ..! بحبوحة من سجايا نقيض غريب يراوغ قلمي يراوغ أشطري لتموت عند السؤال كل جواباتي سكتة…! أستر عتمة المجهول إشراقنا بعد الحرب أسترها جيداً ..! في غيهبها المسدول أدفنها ..! جاراً كل خيبات...

هبةُ النّسيان ... أحمد عبد الرؤوف / سورية

صورة
لا يسعُني أن أحلمَ أو أن أسرقَ يوماً من نيسانْ فالحلمُ عدوُّ النّورِ وذاكرتي صاحبةُ النّسيانْ يا سيّدتي لا تقتربي وانسَي من كانَ بلادَ الأحلامِ فليسَ لمنسيِّ الذّاتِ بأن يصرخَ بالصّمتِ وليسَ لمنفيّ الرّوحِ مكانْ لم أدركْ بعدُ بأنّي جاوزْتُ حدودَ الذّاتِ إلى الذّاتِ ولم أبلغْها وبأنّي يا سيّدتي أحببْتُ بأقصى أعماقي وكعادتِها أفراحي لا تعدو أن تصبحَ أحزانْ قطراتُ المطرِ السّكرى مازالتْ تبحثُ عن أرضِ الذّكرى تنتظرُ الأملَ القاطنَ في شرفةِ نيسانْ سيّدتي ابتعدي لا تسعُ الحلمَ ليالٍ أخرى وأمانيَ الطّفلاتُ ستبقى عمري القادمَ تدعو اللهَ بأن يمنحَها هبةَ النّسيانْ

مجرد همسات .. نصرة نصرة / سورية

صورة
مجرد همسات تصرخ في كل أمل ميت في داخلي.. في كل الأوقات التي كنت أثبت فيها لنفسي أنني مجرد دمية مضحكة بين يديها.. أثبت لها أن لا حب موجود ولا حبيب يأخذ على عاتق قلبه ان يقتل الحنين المتكسد على شرفات قلبي وعلى أطراف روحي.. هذه الهمسات تخبرني أن لا قلب يصمد أمام تعاسة الرحيل ووقع الخيبات المتتالية. كثرة التفكير تخلق في قلبي عشقاً من نوع خاص بيني وبين الكثير من الأشياء التي لمست فيها نوعاً من البراءة رغم جمادها.. كنافذتي.. جدران غرفتي.. السرير الفارغ من نصفي الآخر.. طاولة الحوار مع القلم.. وبعض من قصاصات الأوراق.. وكرسي لا يريد لي أن أرى سوى حروف... وفنجان قهوة تعيس كما أنا. سأهبك كل ما لدي أيها القلم وفي عينيَّ نظرة.. مجرد نظرة تصل إلى أعالي الحنين.. ولكن تلسعها أوجاع الماضي وخيبات الذكرى المؤلمة.. فتحطم تلك النظرة في بؤرة عينيَّ وتهوي على أوراق بيضاء ملوثة بدماء طهري. الذي كان يجمعني بك ما هو إلا عرض زجاجي.. على مسرح الحياة التافهة.. وأنا مت وأنا أحاول عدم كسره.. حتى النجوم راحت تشع أكثر من فرط ما كان لك في قلبي.. والقمر هو أنيسنا الدائم.. قاتلت كل الظروف كي أبقيك لي ومعي...

لحظة بوح ... د. فادي سلامة / فلسطين

صورة
ذات لقاءٍ عاديٍ جداً ما كان ينذر بالعواصف تفتحت كلمة على شفاهي وانزلقت رغماً عني قلت أحبُّكِ وساد الوجوم بعدها !!! قلت أحبُّكِ وارتبك لساني تخبط نبضي كيف تولد الكلمات في لحظة مطر كلمة حين تنطلق في الحيز الضيق الذي يفصلنا ليس بالإمكان أن نعيدها إلى رحم الحنجرة أحبال الصوت قد تعانقت لتولد كلمة،،، أحبُّكِ ينقسم تاريخ علاقتنا إلى ما قبلها وما بعدها كلمةٌ واحدةٌ حروفها رقيقة تحدث زوبعة بطياتها وانحناءاتها وانحداراتها وتعرجاتها وتموجاتها أربعة حروفٍ أولها منتصبٌ وأخرها كسنارة صيدٍ وأنا عالقٌ كالسمكة وأوسطها مشدودٌ حول خاصرتي أحبُّكِ ويتبعها عاصفةٌ وبركانٌ يتفجّر بوادر كارثةٍ تتحضّر كارثة قلب يتدمّر أدرك تبعات زوبعتي لكنّي أعود وأكررها أحبُّكِ تنشق الكلمة كسيفٍ كان مزروعاً في حلقي تهدم أسوار سكونٍ كان يكتنف خلوتنا يتغير بعدها لون الحرف، شكل الحرف،، عطر الحرف،، عبير الحرف ،،، كيف لكلمة واحدة في لحظة جنونٍ أن تحدث زوبعة عشق تنتهي بكارثة ؟؟!!