لا شيء ...Oscuridad Eterno
لا شيئ يساوي رؤية وجه امك بعد غياب طويل..لا شيء يساوي ذلك ، فليحترق العالم بمن فيه ، لكن ان حدث ومِت قبل أن أراها ، فاخبروها أني أحبها كثيرا أكثر من الحب نفسه ، أخبروها أني بذلت قصارى جهدي لأكون ابنا صالحا وأن هذا العالم السيء قد حال بيني وبين طموحي هذا ، وحشر نفسه بين أظافر صبري ولحم قلقي ..وأني استهلكت عمري مبكرا جدا ..وأحرقت حريرات فرحي على آخرها ، أخبروها أن ربيع هذا العام جاء ذابلا ومنهكا وحزينا كقلبي تماما !
كثيرون حاولوا أن يشرحوا معنى الغربة ..
ألفوا كتبا عنها ، تحدثوا عن متاعبها في أكثر من موضع ..أفلحوا في وصف ما يخالج النفس من آلام جراءها ..
لكنهم لم يعيشوها ! لم يعيشوها أبدا..
آسف يا أمي لأني سكرت ..
حين هشمني اليأس ورأيت نفسي معجونا بدموعك ، حين تسلقت التجاعيد وجهك مبكرا ..مبكرا جدا ولوحت لي بحرقة
آسف لأني سكرت حينها ، وأفرطت في البذاءة ، آسف لأني اختزلت العمر في لحظة ثمالة وخلعت وعيي في البار على طاولة من ندم ..
ثم غفوت وأنا أدرك أن هذا القلب المكلوم قد يقفز من صدري كسنجاب مفزوع ..
ويسكن أحد جدران البار ..
لأني تغيرت بما فيه الكفاية لأجن ، لأصاب بوعكة لغوية وأتقيأ قصائد الشعراء التي أحفظها ونصوص أصدقاء قدامى ..
غفوت كي أرمم حلم الأمس ، وأنقذ قاربي من الغرق ..
غفوت كي لا تصيبني لعنة الوجود ..كي لا أشعر بسفالتي ..
ما كان في نيتي أن أغير ملامحي ..لكنه الزمن ..آه الزمن يا أمي الذي سرق ضحكاتي ..وأكل وجهي بشراهة ..
الزمن الذي شوهني وأنا أركض خلف الشوارع ألتقط أنفاسي والوطن ..الوطن الهارب من مخيلتي ..
أجمع ما تناثر من جسده ..ألملم ثقته ..وأصوغ أسبابا للرجوع ..
ها إني أسخر من الحظ ، من اللهفة ، من شعارات الخونة الذين باعوا الوطن قديما واشتروا العبودية ..
أسكر لأجل أولئك الذين خروا على الأرض وحيدين ..الذين سقطوا في الهاوية تحت وابل من الطعنات ..
أحتاج أن أفسر لنفسي كيف هادنت الحزن وأمسكت الموت من يده ..وشيعت جنازتي وعزيت العالم ..
أخسر الآن كل شيء ...وأنكمش بداخلي كعصفور مبلل ..
انا على حافة ذاتي ، أشكل وجها للسقوط ..أغير مفهوم الحياة بذاكرتي ...وأسيل ندما مثل نهر بائس ..
تعليقات
إرسال تعليق