جفت مآقي الورق ... Hanneh yousef / عمان
يتجولون ليلا بي ،ومن عميق فج العتم يأتون وعلى ضامر الثواني الساكنات
أكاد امسك بأيديهم واسمع أصواتهم
خيلهم مكبلة أرجلها ،وعينيها معصوبتان
ربما قالت أغيثوني ولم اتنبه
ربما غرست أمنياتهم في تلك الأرض المسعوره ولم أصلها
بيينا سقطت ثلاث ليال حالكات ،وأُخر غادرتنا على حلم لا يعود منه المسافر الا مأسورا من شاهق أمانيه
في الأولى هوى نجم على مسافة حنين وأبعد
في الثانية انطوى السفر بيننا حتى اجهشت أوراقنا ولبست خريفا أكثر
في الثالثة انجلى المدى فإذا كل في طريق
خالي الوفاض بلا ذاكرة تعيدنا نحو لهفة المطر
والأرض اكبر من ان تحتويها أذرعنا او تحصي قطرات الماء
والمسافات احد من ليل يأكل ابناءه حين تتستر عليه كومة ضباب وتواري سوءته خلف غبش الرؤيا
هذه المدينة جافة يا وجعي ،تشبهنا كثيرا
تنام على كمد ،وتصحو تقرأ طالعها في قعر مزاجها المتقلب
عبثا تتبين خط الحياة الا في ما يؤدي الى موت حتمي
تراها تسحبنا بتواتر غريب الى سرتها فتعيد خلقنا حسب مشيئتها هي
ترمي علينا ملامحها فنصبح بلا نهر يمر بنا،أو ساقيه تروي عطش الأمنيات نمكث طويلا في مجمرة الإنتظار ،والظلال شحيحة تكاد فسحة الفئ تضيق حتى لا تسمح للرواية ان تكتمل
في الليل تغزل الحكاية،وفي مطلع اول النهار تفك غزلها
في زمن مقداره الف خيبه انكسار
قد جف الهديل وتشقّقت عند مطلع السفر الروح
فاين نذهب باليمام حين يهم بالسرد ،؟ واللغه تجتاج طراوة البكاء ،وليونة الإسهاب
حتى اذا ما انتهت ،من رص الحكاية اغدقت على رنة الكلمات ثوب الصمت الطويل وأنذرت لقلبها صوما أطول
ثمة ليل للحكاية
ثمة نهار للنسيان
وثمة وقت لا ينفع فيه تذكر او كلام
كسرت قوافينا باكراً
وجفت مآقي الورق
تعليقات
إرسال تعليق