لفارع الفكر .. طويل الصبر... Manar ALshiblake / سورية
لفارع الفكر ..
طويل الصبر..
لصاحب الظل الطويل!
أَتذكر يوم دخلنا المقبرة ؟
كنت لا أزال طفلة !
وبين القبور أنت !
لعبنا لعبة الأموات
كل منا دفن شيئاً..
دفنتَ جسدك!
فدفنتُ قلبي!
بت خيالاً..
وبات قفصي الصدري خاوياً!
والآن بعد أن داست قدماي المقبرة شئ ما صرخ تحت قدمي!
قلبي المثقوب لازال مضرجاً بدمائه..
رائحته زكمت أنفي..
وجسده ارتعش نبضاً..
أظنك كنت تزوره بغيابي !
وتسقي زهرة الجوري المزروعه فوقه ..
أتذكرها غصناً يابساً جلبته لي ليكون كمثل شاهدة!
ضحكت يومها حتى سالت دموعي !
لتعلم أنني احترمت ذكراك طالما حالت بيننا المسافات والأقدار!
أرجو أن تكون بخير وأن البعد لم يثقب صدرك!
وأن الغرفة التي كنت أسكنها لم تخدشك جدرانها التي تهاوت!
وشجيرات منزلي أرجو أن لا يزعجك غياب ظلها فهي كذلك ماتت!
عزيزي ..
أنا الآن أتهيئ للعودة لا لنفس المكان ..
لكني أعلم تماماً أن رائحتي كما روحي ستدلك علي!
أرجو أن لا تخطأ رائحتي بفعل الغياب!
روحك كروحي يغيب بذاكرتها الغياب!
فأعاود التعرف علي وعليك!
لتصغي إلي هذه المره!
جدران روحي تهاوت..
ودموعي كثقب أسود تنهمر دون أن تشبع!
وحروفي باتت فرحة بعد أن تحررت من عقدي وقيودي!
كل شئ يدفعني للعودة ..
ليالي شتاؤك وحديثك!
دفئ سريري وغطائي الجديد..
أتذكر أنه لم يعجبك ككثير من أشيائي!
عدت ونصفي الفارغ تملأه الأغصان الذابله!
تعليقات
إرسال تعليق