حديثٌ مع النفسِ "... محمد طه / سورية
ذاتُ تشرين دعوتُ نفسي للعشاء في المطعم الخريفي
جلسنا على طاولةٍ مستديرةٍ ، طلبت لها فنجانُ قهوةٍ
بلا سكر ! ، مع أنها تفضّلُ عصيرَ البرتقال !
حتى أروضها ، وتناولت عنها العصير الذي لا أحب !! ، من باب أننا لا نحصل على كل ما نشتهيه
و دار الحوار صريحاً نقلته بكل آمانة :
ألا يا نفسُ اهجعي
دعيني احادثكِ
فاسمعي !
إلى أين أنتِ بي ذاهبةٌ ؟
مرةً راضية
ومرّةً غاضبة !
مرةً عاتبة !
ومرةً هاربة !
مرّة مشرقةً
ومرةً غاربة !
صافيةً مرةً
ومرةً شائبة
ألا يا نفسُ ارجعي
و اهجعي....
يا نفسي اللوّامة
يا نوحُ حمامة
اثقلتِ كاهلي
حزنكُ جاهلي
لا شكّ أنّه قاتلي !
يانفسي الجاهلة
كوني عصريّة
وجاملي ...
وزّعي ابتسامتكِ الصفراء
في وجه عاذلي
كافحي.....
وناضلي ....
لا تتفكري
بأطباع البشر
ولا تتحيري
تزوّقي و تكحّلي
ارسمي ظلاً فوقَ جفنيكِ
تجمّلي
و تغندري
يانفسُ
ظلي عزيزةً
دون أن تتكبري
أو تتنازلي !!
وجاءَ الصوتُ من داخلي :
من أنتَ أيها السائل ؟
يا مُرخيَ الجدائل !
أما كنتَ أصلعاً ؟
وحاجباكَ الأول مستوٍ
وجاره مائل !!😊
أنا لا أعرفُكَ
وكلّي منكَ ريبة !
أنا لستُ لكَ حبيبة
قل لي : من أنتَ ؟
صوتك عنّي ليس بغريب
ويبدو أنك تعرفني جيداً
وتجيدُ قراءتي
وتؤمن ببرأتي
بالله عليكَ
قل لي : من أنتَ ؟
لا تخجل منّي
هيا قل ولا تخف !
أنا يانفسُ انتِ
وأنتِ أنا !
أنا زوجكِ
و ابنكِ
أنا أمّكِ وأباكِ
انتِ كلُّ ما لا أملك
وأنا كل ما تملكين !!
أنا حزنكِ السعيد
اقرب من حبل الوريد
قريبٌ كلّ القرب
رفيقُ الدرب
أمشي معكِ
لكن
لن أطاوع نواياكِ الخطيرة !!
أريدكِ يانفسُ أميرة
لا أسيرة
ولن أرضى أن أكون
لكِ عبداً فقيرَ
دعينا نتفق
أنا و أنتِ صديقانِ
وربّما عدوانِ
لكن متصالحان ! .
تعليقات
إرسال تعليق