بوح الصورة ... Nesrine Boudiaf / الجزائر
علي أن أعترف في البداية بأنني لم أمضِ بملء إرادتي في تأخري. فكل حدث كان أكبر من قيمتي في عيونهم، وأصغر منْ أن أصرخ لنجدتهم كونهم تخلصوا مني في كل مرة؛
نعم! كنت دوما الأخير.
أنا الابن الثامن وأخي الأكبر يكبرني بعشرين سنة، هذا الفارق جعله الأب الثاني لي، والآمر من بعده
. كنت أجلس دوما في آخر طاولة ولم أُسأل يوما عنْ حلمي!
وعن مهنة أبي/أخي...
ولكنني رأيت الإحراج يتمادى في سلبِ عفوية زملائي. وعرفت كيف يختفي لون الحياة عن وجه أي طفل حينما يواجه سؤالا عن "المستقبل". رأيتهم وهم يركضون بلا وعي ناحية فخّ إعادة تجارب السلف عن سبق جهل وسذاجة.... / لم ينتبهوا يوما بأنهم حقولٌ ستُزرَعُ كيفما أراد ماسك المعول.
.كنت هكذا أراقبهم، وكأنّ المشهد يسبقني بمئة ألف ضحية وأنا أملهم المتبقي، لي مطلق الحرية في اتباع سننهم أو الانسلاخ قبل خطوةٍ من الهاوية.
وكل ما فعلته؛
أنني سِرتُ وراءهم لأرى عمق الهاوية وَأكتشف بنفسي لأي مدى سيصل صدى صرخاتهم، ولأعرف لأي حد ستبلغ أنانيتي ونكرانهم لي.
ولكنني نجوت... فأنا من البداية كنت ألعب دور المراقب.
تعليقات
إرسال تعليق