"أمي تكذب وأبي لا يجيد التوبيخ"... محمد الخطيب / سورية
لوالدتي طقوس عجيبة إن رآها
المجتمع يظنها معيبة...
أمي لا تنام قبل الأطمئنان علي
وأن تقبلني وتغطي فراشي
ببضعة دموع حب وخوف علي..
حينما يكون الطعام قليلا تكذب علينا
أووه أبنائي لقد اكتفيت ولم أعد
قادرة على المزيد
وحينما يأتي أبي بحلويات لذيذة
وفواكه نشتهيها
ايضا أمي تكذب علينا بأنها لاتحبها
وربما قد تضرها
هذه بخلاصة صفات الأم الحنونة...
إلى أمي..
كنت أظنك حينما قطعوا لي الحبل السري
الذي ارتبطت فيه بك
أنك تخليتي عني وأرادوا فراقنا..
حينما كنت بعرشي الملكي
والطعام والشراب يصلني
ولا يصيبني برد ولا حر
ظننت أنني الأقوى وأني سأبقى هناك
لولا إن الحياة من المهد لفظتني..
وسرعان ماعلمت أنك كنت كل شيء
وأنا مجرد قطعة منك..
يا أمي أما الأن فقد علمت
كم كنت سعيدا هناك
قبل أن يقتلوني بقطعهم الحبل..
علمت كم كنت أتمتع بالدفئ
والحنان والأمان هناك قبل
أن أتعرف على حياة مااستهويتها
ولا استهوتني..
وعلمتي أني نادم لأني لم أبقى
هناك قطعة منك...
الى أبي..
أما زلت تظن إن تلك المرأة جاريتك؟
أما زلت تعتقد أنها وجدت فقط
لتلبيتك وطعامك..!
وأنها وجدت لتمارس عليها
رجولتك الشرقية..!
ككل النساء في مجتمعنا نظلمهن
ونعذبهن وكأنهن أجساد
ولاوجود لهن..
نخاف شذوذهم في كل لحظة
فنغلق باب توبتهم ونكون العصا والجلاد..
نعاندهم ونتمسك برأينا
وإن كان خاطئا تلبية لرجولة حمقاء
ومراعاة لخجل كاذب..
يا أبي إن أمي لاتستحق ذلك
فلا أظن إن والدتك كانت تستحق
مااستحقته والدتي منك..
تعليقات
إرسال تعليق