إلى الثكنة ... علاء قراجة / سورية
يوم أمس
أرسلتُ رسالة
مع سُهيل
كنت على الطريق
لثكنة عسكرية
و أمام الباب الكبير
لامسني الخوف
فتذكرتُ جدي
حين قال:
( لا باب يُغلق في وجهك )
شددتُ صدري
و أخذتُ نفساً عميقاً
تسللتْ
صديقتي مع نفَسي
و استقرت في ثنايا الروح
فقلت: ماذا تفعلين هنا
إني لا أريدك الآن
أريد فقط أن أكون بركاناً
أريد فقط أن أكون محارباً
لا عاشقا
أريد أن أكون حقوداً
وابتسامتك الجميلة
تمنعني
أريد أن أكون شرساً
و صوت أنفاسك
يكبلني
يذكرني
بأنّي
جنين صغير
يذكرني بأني
أمير على عرش ماء
فينيق لا تسعه الأرض
و لا تحتويه السماء
....
أنا يا نبيةً ما
كفرتْ
كفرتُ بكل شيء
كان قبل ذلك اليوم
كفرتْ
كفرتُ بأديان البشر الدنيوية
كفرت بأشعار نزار
كفرتُ
بفلسفة درويش
و إنّي اصطنعت ديناً جديداً
و صِرت نبياً جديداً
و كما كلُّ الأنبياء
جحد الجميع بي
غدر الجميع بي
ها أنت أمامي
تقولين :
لا تهلك يا صديقي
إني وراءك.. إني أمامك
إني عن يمينك
و عن شمالك
و أُظِلّكَ في الشمس
أحتفي ظِلك في الفيء
كنتِ يا صديقتي
أوّل المؤمنين بي
بل كنتِ يا خديجتي
تلك الوحيدة
التي ٱمنت بي
...
أقول : إني طريد
تقولين : ٱويناك
أقول : إني ضعيف
تقولين : شددناك
أقول و أقول و أقول
فتبتسمين
فحِرت يا صديقتي
ءأكون نبياً جديداً
أم أكون كافراً بهم
أم أكون ملحدا بكل شيء؟؟!!
كي أتعلم
على طرف أصابعك
كل شيء
و ينتهي الخيال
و أدخل تلك الثكنة
العسكرية
فيسألني الحراس عن اسمي
فيقول صوت من بعيد
إنه من لا يُغلق باب في وجهه
فأدخلوه
تعليقات
إرسال تعليق