"عقارب الليل "...نجلاء نجيب / سورية
هذا الليل مراوغ
وعقارب الوقت
تهدي وسادتي
اسما وسمّا و وشما
وكلما عاهدته على الدموع
كتلك الحكايا المنسية
عاند الليل بصمته العابث
تعلقي بوسادتي
فالليل وسائد من أرق
حين يسكن سماءه
احد عشر كوكبا
من الحزن
ويغيب القمر
تقول العقارب :
اطفئي سيل الصمت
اهجريه
بصوت كان ينوي ان يقول
لم اطق الرحيلا
وكان رجع الصوت
يلقي المستحيلا
ولو كان قال لكان الليل اقصر
لكنه الان تغير
ماعاد لليل وجه واحد
فمنذ ان غير قناعه
وصار مهرجا
يزف ضحكات مؤقتة
«ففي القناع شي ما
كان يجعلني اضحك »
لم اعد اجد وجهه المألوف لي
حتى اذا سقط القناع
انكرته
و ذكرته
ومضيت لوجوه اخرى
مستعارة
كصوت فيروز
يرسل على اجنحة الطير
رسائل لم اكتبها بعد
وذاك المقعد المنفي عن غرفة ادمنتها
وتلك الوسادة العالقة بيني وبين صوتي
وهذا الليل المراوغ
الوقت انتهازي
يكاد يغير كل عاداتي الجليدية
فالليل لايحسب بالعقارب
ولا يستجيب لبحة الناي الحزين
الليل عدو صامت
حين يغادره القمر
يتسلل الى دقات الساعة
معلنا انتصاف المشاعر
وهو المتكئ على اريكته..صامتا
مهددا بالبقاء الى أبد الحرير
تعليقات
إرسال تعليق