أنثى .... جميلة الصالح / سورية



أنثى

كلما ولّت وجهها
شطر النسيان
نادتها قِبلة القلب
تخبز في تنور عمرها
أرغفة انتظار
تقضمها شفاه
لاتعرف طعم القصائد
تتجعد أيامها رِقاقا
حينما انحسر جدولها
يسجرها الخيال
أنثى الطين
يشرق في تضاريسها
ورود...كلما بُترت
يصرخ الغصن...مازلت
يألَمُ الجذر...مازلت
البذرة... مازلت
والطين مايزال يذبح
...
أنثى

تألق الفلُّ في شتائها الوليد
يتعرى ثلجها والنرجس 
أمام مرايا العارفين
مازالت يد الجدة بنكهة الملح تصدح
تمرُّ على براءة الجسد
بتمائم لم تدفئ الثلج
تحصنه من غد
يرتدي أسمالهم الممزقة
تقطر في العين تعويذة العفاف
وللفم شجرته الطيبة
تحنطها أميرة فرعونية
يعوم ربيعها في فوضى الحواس
سطوة الشمس ترعد صيفها 
تبقى على عهد الملح سائرة
لا تطعم للفرات شهده
لاتشردي عن ميثاق القطيع
الذئب مغرم بالأحمر
....
أنثى

من ضباب
تثكلها كل الدروب
تيبست يد الفراق
شواطئ أدمنت الرحيل
حزمت حقائب البحور
في كل عين
نمت ريشة قبِّرة
يغويها الأزرق
واحمرار الأفق
يحزُّ الروئ
ينطفئ السراج
وحده الكحل رفيق الخدود
ودفتر للمواعيد
تلعنه الكذبات
....
أنثى

من غواية
نبتت على خضراء الدمن
لاتعرف للجدران سبيلا
تراقص غربان الرمم
وليمة دائمة
لأفواه ساغبة الخطيئة
من يشتري بالرطل
بضاعة للبيع
نخاسة الأخلاق
مِزق الفضائل عرض وطلب
كل الحرام مباح
ولا يستيقظ في عينيها صباح
....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا