زوبعة بنفسجية اللون ... علاء قراجة / سورية



ليس لي  إلا البدايات 

فكل بداية من نهاية تولد 

:  أنا سيد البدايات 

يظل يردد ذلك بين الصمت و البوح 

لحظةٌ أخرى 

تُشتهى تُرتمى ....

يقف هناك
 عند الشتاء 
بنصفه المرصوف وردا ربيعيا 

 بنصفه الممدود  ورقا خريفيا 

آواه من رجل بفصول أربعة  

يعلم عن الأيام ما تجهله الأيام 

: ليس لي إلا البدايات 

يعود فيردد.

فهو المنتشي صخبا 

هو الكأس القديمة 

 العشق القديم 

 الباب القديم 

يفتحه على سماء من البِللور

تمور في سماء أخرى من البِللور 

أسمعُ صوتَ صدرِه كالليل إذ عسعس 

و الصبح إذا تَنفس ..

يخبرني عن التفاصيل 
فيقول : 

أما عن التفاصيل..
قد تركتها مرهقة..
أتعبتها تماماً
لم يعد لها أيُّ سطوةٍ علي..
صارت يا صديقةً بطعم البللور  فريسةً سهلة 
في متناول جوارحي 
في مرمى لحاظي بالضبط 
لم يكن صعباً عليّ ذلك..
قد ترعرت على اصطيادها..
و شببت على اقتناصها قنصا..
لم أعد أستوحش مسالكها..
و حين ظننت أني انتصرت..
تيقنت....
(  التفاصيل لا تُهزم  )
بل تسحبك حتى ٱخر زواريبها 
 ثم تنفتح على مدارتَ أخرى
 و كأن الفريسة صارت صيادا 
و كأن أجنحة 
الملاك لديك
 صارت ضبابا 
صارت تلاشيا في تلاشٍ 
صارت 
زوبعةًَ بنفسجية اللون 
تغطني فيها
 كبقايا حلمٍ عاثر
أصعبَ من النسيان 
أمضى من الكتمان
 هي فقط
 تتلاشى في كلِّ الفراغات 
تلك التفاصيل المبرحة 
تلك التفاصيل المتخمة 
هي فقط من يشدني 
حتى ٱخر مماشيها 
و أظنني انتصرت
أو لعلي على روحي كذبت.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا

ياصرخة الناي الأخيرة... أديبة السخاوي/مصر

تميم سوفت /سوريا