وقتُ الحصادْ .... وليد.ع.العايش/ سورية
حدثني القدر
عن صراخٍ يحتضرْ
وغصنُ ياسمينٍ يأتي
كي يعتذرْ ...
ذروةُ الموسمُ الآتي
ما تحملُ في عَجْزِها
حصادٌ وافرُ الحُزن
ومنجلٌ لا يدري
كيف لشوقٍ أنْ ينتحرْ
حدثني القدر
عن شقيقٍ يُنادي شقيقهُ
تعالَ ... لقدْ حانَ وقتُ الحصادْ
لا تتركني وحيداً للسفرْ
فالبيدرُ قد امتلأ
منذُ ليلتنا الأخيرة
تلكَ التي مرّتْ دونَ انقطاعْ
ألمْ تسمعْ ما قالهُ المذياعْ
أبوكَ جراحهُ مازالتْ نازفةْ
يبكي على هذي السماء
رُبّما كانَ يكتبُ وصيةً أخرى
أترى ... سترجِعُ ... أمْ لا تعتذرْ
حدثني القدر ...
فقلتُ في نفسي :
لعلّهُ وكأنَّهُ وليتهُ ...
لكنّهُ لمْ يسمعْ ندائي
أمسى الخريفُ كهلاً
بينما العصافيرُ لا تزلْ
في عامها الأول
صديقي الذي غادرَ في ليلةٍ
تميلُ إلى السوادْ
مازلتُ انتظرُ أن يعود
قلتُ :
لعلّهُ وكأنَّهُ وليتهُ ...
لكنّهُ لمْ يسمعْ نِدائي
غازلتُ السنونو
فأجابني كعادتهِ
أرخى جناحيه ... ثُمَّ مضى
حتى ساقيتي الصغيرة
تهزأُ منْ تمتماتي
لعلّها سَمِعتْ ما كنتُ أقول
فعاودتُ الرجوعَ إلى ذاتي
لعلّهُ
وكأنَّهُ وليتهُ ... ولكنّهُ ...
ركلتُ ضفافَ نهري
فتكاثفَ الماءُ منْ حولي
ظننتُ بأنّهُ سيكونُ معي
لكنّهُ فرَّ في سكونْ
فقلتُ مرّةً أخرى :
لعلّهُ
وكأنَّهُ وليتهُ ... ولكنّهُ ...
اجتاحتِ الشمسُ ذاكرتي
تلونتْ ضفائري
كما شجر الأقحوان
في ليلتها العنيدة
جاءَ طِفلي المُشاغبُ
يسألُ عنْهُ أيضاً
وجارتي ذاتَ الخُبزِ الأسمر
حارتْ كلماتي في سماءٍ لا تدري
معنى الرجاءْ
فقلتُ لهم :
لعلّهُ وكأنَّهُ وليتهُ ... ولكنّهُ ...
تكسّرتْ لُغتي
على ضوءِ القمرْ
وعيناي مازالتْ
تُداعِبُ رؤياي
وقهرُ الدربِ العنيدْ
كتلكَ الفتاةُ العُذريّةُ الألوانْ
أخبرني بأنّهُ لنْ يَعدْ
صَمَتُ لحظةً ، ثُمَّ أخرى
وقلتُ لهُ :
لعلكَ وليتكَ وكأنّكَ ولكنَّكَ
رُبّما تأتي صباحاً ...
طويتُ كلّ دفاتري
ثُمَّ انحنيتُ ... فهو لنْ يَعدْ ...
تعليقات
إرسال تعليق