في جُبِّ يوسُفَ... هيثم الشاعر / سورية



في جُبِّ يوسُفَ مَنْ أقام المِقْصَله
مَنْ عانقَ الجُرحَ القديمَ وحَرِّرهْ

في جُبِّ يوسُفَ مَحضُ قُدسٍ تائهٍ
اللهُ يَعلمُ أننا مَنْ بَعثَرهْ

قنصٌ وبارودٌ ودمعةُ ثاكِلٍ
كُلُّ المَشاهدِ في رُبوعكَ مُنْذِرهْ

في كُل عامٍ لنا انتفاضةُ ثائرٍ
في كل يومٍ تُدمي المآقي مَجزرهْ

دمعٌ على كتفِ الطريقِ يلومني
ألمُ الثّكالى هاهُنا ما اكثره

في كلِّ وادٍ الفُ الفُ مُناضلٍ
ارضُ اللآلئِ أَنْعِم بتلكَ المفخره

قُم ورتِّل أُغنياتِكَ في المدى
الآن ضُمَّ الفَتيلَ وفَجِّرَهْ

قُم ياابنِ أرضي وارتحِلْ مِن غفلةٍ
وإلعن رؤوسًا كالجَرادِ العابره 

وارسُم بِجسدكَ على الدروبِ خرائطاً
علَّ العروبة تَفِرُّ مِنها المَقْبَره

الآن مَزِّقْ صَولجانَ مُلوكهم
وانزِفْ حروفاً حتي تَفيض المَحبره

إسكُبْ دِماءك رغم انفِ خنوعهم
مَنْ شَتَّتَ الوطنَ السعيدَ ودمره

مَنْ أطفأَ النورَ المُبينَ بأعيُنٍ
وأعاد للأوطانِ أيدٍ خائره

دَعني لأرحلَ حيثُ جُرحَ طفولتي
أمي حزينه والشظايا غابره

خَطفتْ صِباها بابتسامةِ غاصبٍ
فتحدرتْ تلكَ الدموعُ الصابِره

أُمِّي وإنْ طال الهوى أُمي
وطني الذي جئتُ أنشدُ مِنْبَره

في كلِّ ليلٍ تَطهو العشاء ضراعةً
علَّ السماءَ تأتي وتُذْعِنُ مُخْبِره

أخي الكبير ذاتَ يومٍ عانقَ
أرضَ الجدودِ وراحَ ينثرُ مَآثِره

الليلُ قِدِّيسٌ عَبثًا يُمزِّقُ دمعَها
فتلوذُ منهُ لِلزوايا خاسِره

عامانِ مرَّا منذُ غَيَّبَ التاريخُ أبي
وأراها ثَكلىَ كالرصاصِ مُبعثَره

مَنْ أنتَ قُلْ لي وصَهيونُ اللعينُ
يَجورُ في كَبدِ الزمان ويَنْخُرَهْ

مَنْ أنتَ باللهِ هَل أخبرتني
أينَ الرجالُ والملوكُ جَبابِره

لِمَ العُروبةُ طَأْطَأَتْ فَيَضانَها
إنِّي أراها واليَدينِ مُجَنْزَره

لاتطلبوا الغيثَ فتلكَ محضُ غيامةٍ
تَأبي لتهطلَ في أراضٍ جائره

مُؤلمٌ هذا الهوى في طَيّاتِه 
ودَمْعُ غَزَّةَ رُؤَى النِضالِ الطاهره

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا