ذرَفتْ بِكُلِّ تََذلُّلٍ وتَواضُعِ... هيثم قويضي / سورية
ذرَفتْ بِكُلِّ تََذلُّلٍ وتَواضُعِ ..
بِدُموُعِ عِشْقٍ مَا لَهَا مِنْ مَانِعِ ..
فَالقَلبُ يَسبِقُهَا ويَذرِفُ قَبلَهَا ..
إنَّ القُلُوبَ تَنوحُ مِثلَ مَدَامِعِ ..
يَا شَدّ مَا كَابَدتُّهُ مِنْ بُعدِهِمْ ..
كَلِفٌ .. وقَد دَلَّت عليَّ أصَابِعي ..
أشْتَاقُهُمْ ..وصَبَابَتي في عِشِْقهِمْ ..
ثَكلى .. وأشْواقِي لَهُمْ .. وهُمُ مَعِي ..
مِنْ قَبلِ أنْ أَلقَى جَزِيلَ عَطَائِهِمْ ..
فَأنا فَقيرُ الوَجدِ .. دونَ مُنازِعِ ..
إنََّ التَّخَلّي عَنْ جَمِيلِ وِصََالِهِمْ ..
صَعبٌ .. وقَلبي نَحوَهُمْ بِمُسارِعِ ..
إنِّي أذوبُ مَحَبَّةً وصَبابَةً ..
ذَوْبَ الجَليدِ عَلى الصَفيحٍ اللّاذِعِ ..
رُحمَاكُمُ .. فَالعِشقُ لَيسَ بِمُدرَكٍ ..
والبعُدُ عَنكُمْ قَد يَقُضَّ مَضَاجِعي ..
أنا يَا كِرامَ الحَيِّ عِندَ عِتَابِكُمْ ..
عَبدٌ ذليلٌ هَـائِـمٌ بِمَواضـِعـي ..
رُحمَاكُمُ يا سَادَتِي بِأَسِيرِكُمْ ..
فَهُوَ المُتَيَّمُ .. مَا لَهُ مِنْ شَافِعِ ..
قَد عَذَّبونِي في لَذِيذِ هَوَاهُمُ ..
فَتَقطَّعَتْ إِرَبَاً جَميعُ بَراقِعي ..
يَا لَيتَهُمْ أخَذُوا الهَوى بِرَحِيلِهِمْ ..
فَبَقاءُ قَلبي لَـنْ يَكـُونَ بِنَافِعِ ..
شَدُّوا الرِّحَالَ .. فَهذهِ أظعَانُهُمْ ..
تَطوِي البَوادِي دُونَ أَيِّ تَراجُعِ ..
باللهِ يا حَادِي القُلوبِ تَرَفُّقاً ..
بالرِّيمِ .. يَلِْوي مُتعَبَاً بِمَوَاجِعِ ..
قَد كَانَ يَنْوي أنْ يَكُونَ مُلازمَاً ..
بَابَ الهَوى .. لِيَكونَ أوَّلَ قَارِعِ ..
ناشَدتُّكُمْ يَا أهلَ طَيبةَ مُهجَتِي ..
رِقُّوا لِحَالِي .. وارفِقوا لِمَوَاجِعِي ..
فَأنَا الغَريقُ بِبَحرِ جُودِ نَزيلِكُمْ ..
فَلَهُ الشَّفاعَةُ كَالمُحِيطِ الشَّاسِعِ ..
ِ
ِأنا لَستُ أرضَى عَنْكُمُ بِبَدَائِلٍ ..
لَوْ خيَّرونِي بِالسَّماءِ السَّابِعِ ..
إنَّ الغَرَامَ يَقُضُّ كُلَّ مُتَيَّمٍ ..
وغَرَامُكُمْ أَمَلِي وزَهْوُ مَرَاتِعِي ..
فَأنَا اللَّزِيمُ بِكُمْ .. وَ هَذَا قَلْبُكُمْ ..
إنْ جَلَّ ذَنبي واستَحَلَّ مَدَامِعِي ..
أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ بِشَأنِكُمْ ..
فَأنا أَسِيرُكُمُ .. بِكُلِّ تَوَاضُعِ ..
تعليقات
إرسال تعليق