24 ساعة في بيروت ... علاء قراجة / سورية
و بيروتُ يا نبيةً ما
كانت هناك
قالت لي بغيوم ليلها الثقيل
( : أنا أحتضنك عن قرب
تعالى أيها الفتى الشقي .)
فعلاً..مشيت بمحاذاة بحرها ليلاً
تساوى أمامي خط الأفق
حين التحم بحرها
مع سماءها
صرت قبالة الخط الطويل
صرت على قيد التأمل
..
يمر بقربي بائع ورد صغير
أصفر الشعر
يريد مني شراء وردة حمراء
يدور بيني و بينه حديث قصير
شممت فيه رائحة
بن السويداء
نسيم بردى
يرفض أن يقبل مني النقود
حينما علم أنني من حلب
ثم تفاجأ حين سمع أنني أسكن حمص
ثم ضحك إذ علم أنني مُدرس
قال: أنا أدرس كل يوم حرفا عربيا
و مدرستي لا زالت هناك .....
رفضت أن يكمل الحديث
لأني أعلم بقيته الحزينة
...
جلسنا قرب البحر
نتحدث عن بيروت
عن حفنة الصيادين أمامنا
أخبرني عن هواياته الكثيرة
و أنه يجيد الرسم جدا
ثم سألني ذاك الصبي الصغير
عن نزار
و أشعاره
و عن الموسيقا الفيكتورية
أخرج وردة أخرى غير الأولى
كم أتمنى لو قلت له هذا النص
و أنا أنظر في عينيه تماما
سحبني من نوبتي صوت طويل
كانت موجة غاضبة
ضربت الرصيف و ارتفعت حتى غطتني
عدت سيراً على الأقدام
و أنا أتمتمُ هذا النص
فظنّ أهل بيروت
أني ساحر
لعلهم نعتوني بالمجنون
قد صدقوا في الثانية
يا نبيتي
..
تعليقات
إرسال تعليق