هل كان علي / أبو حسن



هل كان علي أن أرتل أنشودة الخلود من الأفق،كي أرى أرض الخطوب تملأ الإنسان بدمعهِ ودمه، لأدرك خشونة ما ألفتهُ الأيدي المتفننة؟
.
هل كان علي أن أبتدع حكمة سرمدية من وراء الكائنات،كي ألطف أحلام اليقظة عن أسرار قلبها؟
.
هل كان علي أن أقترب من الحكمة، كي أراني ضمن زحام العقل، قبل أن يشير إلى خفاياه؟
.
كم كان الكذب مخبآت الصدور،تهزُ له النفوس بقناعٍ لطيف
بين القنوط،على مسرح الحياة .
.
أن لا يكون الصباح  راعي النسمة ،مهد الألم يمد موائد القمر
عن هوى ،كَتوقدِ النار!
.
أيها الأفق! أنظر إلينا من بعيد ترانا ألحاناً محزنة!
.
أيها الحلم! ألقِ الغاية من أبواب الفردوس، وانبعث من عينيه
نوراً في قلب اليقظة.
.
أيتها الحكمة! سيري إلى الغد، فالغد أعمدةُ الرؤية، ولا تسألي كيف الصبر، فالحياة كلها ليلة القدر!
.
من قاع الأفق أصيح جرح الريح ،ومن قربي منه أستند عليه
ككلب أليف!
.
يراودني الخلود أحياناً
ألقي عليه التحية، فأرى على الجانبين
موتى وأحياء،فيَورقُ الغد في
دمائي،لسنا سوى متاقعدين في إجازة
قصيرة، يرافقنا عدمٌ أدى مهمته لكي
نصدق الباكين في قعرهُ ، نحو المدينة
النائمة.
.
الذات هي عقبات العمر في يدي الغربة غير المعروفة، لا ما يجيء من  تين الطبيعة!
هي فسادٌ مملوءة بقوةِ إرادتها وضعفها المغطرس
من لقاء إلى لقاء.
.
لا أستطيع أن أجلس في ذاكرة المرآة، كل ذلك من قريب
يهزمنا بتأمل وتألم، لأن الصورة عبرت نظرتي كلما كشفت
لها صغائر هذا العالم.
.
مهما جلست بي، أستقل عن أشيائي، لأن لي في المقعد
القديم صورة تشبه جدي لا تأتي من الخارج!
.


هل يعرف من يهتف ضحيةُ الغباوة؟  إن كانت المطربة

تقاطر الأشراف بأنغامها الموسيقية، تيهاً وإعجابا!
.
أنا الجامع بين لغتي ومرتع الحيرة، رأيت الأرض في تاريخ الأجيال الآتية، وقد رفعتها فوق هيكلها المقدس وأن ليس تحت الغياب شيء باطل!
.
من يدخل الآن في شاعرة تفترش الياسمين للقصيد فتأخذ
 المعنى، دون العطس للعبق؟!
.
حارٌ اللقاء في غياب النسيان حيث تقطن السكينة الخرساء.
.
الغياب حاضرٌ أيضا!
.
يمضي الغائب نحو جهاته
وعلى إدراك السعادة الممكنة
يغني إلى الإيقاع أو أبعد.
.
كأني مثلك أيها العبث، جمادٌ عجيب، متلبد بذهبٍ من أشعة الشمس الجميلة على بلور مرآتي!
.............

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا