توليب... جميلة الصالح / سورية



هل يعلم الماء
بأيِّ.. أرض ٍيصب
أضناه اجترار المسافات
مرهقٌ حدَّ التبخرِ
من يدري عن طفولته؟
مكتوم الولادة
منذ خطيئة الآباء
لقيط
كلما افترَّ لماه
بعض توليب ..وابتسام
تجلده القطراتُ كِبَرا
جروحه..
بين الماء والماء يضمدها
تكسره منحنيات العمر
يثور
يغرق
يبكي
يثنيه عهد التوليب
ينثني حياء
هو اعتاد الجري
عادة الوقوف
طوفان...لهم...
هم عنه.....غافلون

... ....

حين تُطرَقُ أبواب قلبك
تريث قليلاً
لا تفتحها كلَّ الفتح
عابروا القلوب...يمرون كثيراً
ويمكثون قليلاً
ويحٌ لذلك القلب
لا أردية تقيه عواصف التوق
متجرداً سوى من نبضات
تبقيه على محمل العمر
وحيداً في زنزانته قسراً
آن له التمرد
ذاك الاحتراق
أضرَّ بجناحيه
غدا طلعاً..تذروه رياح عبوس
تواسيه حواسَّه
في مأتم الأحاسيس
اهدأ ياعزيزي
الوقت يمضي بنا
حيث يشاء
لامانشاء
خسوف أمنياتك
خلف أهداب غيمة
هي الأخرى...
مريضة بالوحدة
تخشى هزيم الرعد
اختارت وأد الأرض...خلاصا
انتحارها
يشبه أحلامنا
تموت وحيدة بلا كفن
يشبه خطواتنا
كلما رسمنا من خطانا وردة
نما الشوك في أخرى
وبقينا جميعا نحمل الدرب معا
آهٍ...ياغيمتي 
كم مددت كفيَّ 
لك...
تتسربين تارة...ماء
تتسربين تارة...ضياء
تارة..... وتارة...رجاء
ومن ببن أصابعي
يتسلل التوليب 
طفلا...يتقن عناده الأبيض

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا