لا تقُلْ لِي مَنْ تَكُونْ ... هيثم قويضي / سورية
لا تقُلْ لِي مَنْ تَكُونْ ..؟
لا تقُلْ لِي مَنْ تكُونْ ..؟
فَأنَـا أنتظرتُ طَوَالً عُمري .. حَارِسَاً تِلكَ العُيونْ ..
فَلا تقُلْ لِي مَنْ تَكونْ ..؟
قَد ضَاعَ عُمري بَينَ أهدَابٍ و أحضَانِ الشُّجونْ ..
مَا بَينَ رمشِ العينِ حِينَاً .. أو ترانيمِ الجُّفُونْ ..
بِالأمسِ كانَ جَبِينُها .. كالشّمسِ .. يَنثرُ نورَهُ نَثرَاً حَنُونْ ..
تَعِبَت حِكَاياتي وأَوراقِي بِجَمْعِ رُسُومِها ..
وتَعَاقَبَت كُـلُّ الحُروفِ .. بِرَسمِ جُلَّ صِفَاتِها فوقِ الغُصونْ ..
فَوقَ الرَّوابي العَابِقَاتِ .. بِسِحرِ طِيبِ عَبِيرِهَا ..
ونُـورِ بَـارقِ ثغرِهَـا عَبرَ السُّنونْ ..
هلْ تعرفونَ أيَا أحِبَّةُ مَنْ تَكونْ ..؟!
سَيَّانَ بَينَ حَبِيبَتي والأقحُوانِ ..
فَهِيَ البَنَفسَج تارةً .. أو تَارةً خَصرُ الكَمَان ..
فَهِيَ المُنَى .. كُلُّ المُنَى ..
كُلُّ الّليَالي البَارِقَاتِ بِنورِهَا ..
كُلُّ ارتِقاءِ الرُّوحِ فَوقَ غُصوُنِهَا ..
تَرتَاحُ فَوقَ جَبينِهَا كَافٌ ونُون ..
تَسبِي القلوبَ بِسِحرِهَا .. وتُرَاقُ أكوَابٌ على أنفاسِهَا ..
قَد أسكَرتْ مُهَجٌ بِعَذبِ حَديثِهَا .. وهِيَ الحَنُون ..
فَهِي العُيونُ .. وكَمْ تَراءَت لِلقُلُوبِ بِكُلِّ لَون ..
لَوْ تَعلَمُونَ بِإنَّهَا زَهوُ الحَياةِ .. وأنَّهَا بِحُضُورِهَا وظُهوُرِها ..نُورُ العُيون ..
فإنَّها حَقَّاً حَقِيقَاً .. إنَّهَا نُورُ العُيونْ ..
تعليقات
إرسال تعليق