تنور... بقلم علاء قراجـة/سورية



لا قصيد يراودني في حضرة التنور 
لا شعر 
لا أصداء 
في حضرة التنور لا شيء إلا الصبا 
منثورا... ممشطا... ممسكا 
يُزنر الخصر الملوى كالأقحوان 
في حضرة التنور ضفيرتان 
بنٌ معتق ما عاد يذكر طاحنيه
في حضرة التنور كانت فيروز صبية صغيرة 
تغني فيجول صوتها المُرتج من بيروت حتى قريتنا 
و مذيع يقاطع البث فيقول : هنا القدس.. من دمشق 
لا قصيد يزورني و الأقصى موصد الأبواب 
وصديقي المسيحي أغلق الكنيسة بقفل سميك 
حالفا ( والذي نفس محمد بيده لا أفتحها إلا مع الأقصى) 
في حضرة التنور تغلي صدورنا بلا وجع 
فقد ملّنا الوجع 
وصبية تلَوِّح الرغيف
 فُينثر القمح على طول خط النظر 
من البداية حتى الشغف 
في حضرة التنور ألوي ساقي 
كي لا يرى أبي علامة الإملاء 
وبعد سبعين عاما 
يلوي الأعراب خصيانهم خوفا من الإملاء
فقد رسبوا 
بالدين قد رسبوا 
فلا أحد منهم يقرأ سورة الإسراء 
وكل ما صحت بهم إلى خيبر 
أجابوا ( اذهب أنت وربك قاتلا إنا هاهنا قاعدون ) 
بالعروبة قد رسبوا 
 سألت كبيرهم عن يافا فرماني بحفنة ذهب 
وماذا يفعل مثلي بالذهب !!!
في حضرة التنور تغلي صدورنا كالبحر 
إذ راقصته الصبايا 
ولا أحد 
في كل الجهات ترى الليمون
 يُنشيني يعذبني 
يعاتبني…
لكني وحيد 
يخاصمني..
وإني طريد 
يناديني...
 و إني حبيس
.............
أنا يا تنور 
طمست بئرنا القديم بالدمع 
وتركت ليلى تنوح قيسها على الشاشات 
ونصبت نايا قُدّ من قصب على جبل الزيزفون 
 كطور الله في سيناء 
.............
ما عاد عندي من الأمل إلا قوت يومي الزائل 
يسمعني الناي فيقول مرتلا 
أما قرأت كتاب الله يا هذا 
( حتى إذا جاء وعد الآخرة ) 
.........
في حضرة التنور تعاتب الصخور أترابها فقد ذبلت 
الصبح يجلو الزمهرير عن الندى 
وكبرتُ ورسبت في الإملاء 
و مشيت خلف سحاب سيجاري إلى الفناء 
أصيح بالدنيا و لا أحد 
عيناك تلوح بين السحاب 
فأنسى أني من قرطبة 
وأظنني راهبا في الدير 
وأواصل السير 
عيناك تدلاني على الطريق 
عيناك كحبتي زيتون عتيق 
........
يا تنوري المشرع على بحر يافا 
هلا هدأت 
يا تنوري المسرج من يوم الخليل في الخليل 
هلا هدأت 
يا تنوري الممسك من طيب الدر في ثغور المقدسيات 
هلا نسيتني 
من أخبرك أني وريث عمر ؟ 
من أفشى لك أني أخفي صورة لصلاح الدين تحت الوسادة ؟ 
في حضرة التنور أصحو على صوت جدي 
ليخبرني أني نجحت في الإملاء.



    الصورة  المرفقة مع النص من تصوير صديق الكاتب _علاء_ المخرج المسرحي Walid KH Dghim

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا