لـم نفتـرق... فاتن بابللي/سورية



(لم نفترق)
ما زالت ضفيرتك مخبأة تحت جلدي
(لكننا لن نلتقي)
الشيب شوك غطى المسافة بيننا
جديلة تقف..
تتأملني في كل حين
غارقةً في صخب السنين
طفلة.. في مكان ما
تعالي خذيني إلى قسط من راحة 
وافرغي الفرح في روحي
فكل لحني حزين
تعالي.. ففي الفكر 
رؤى عتيقة لا تستكين
وأحلام مكدسة 
جاثمة على روح الياسمين

مرورك كان سريعًا
 معطوب الجدائل
لم ترقص بك أرجوحة
لم تش بك حكايا المسنين
لاح طيفها..
وانزوت في فكرة
لاتنزوي.. قلت لها
ربيعي لم يحفل بها
فملأت وجع الخريف
قلق ظلها يتبدى في روحي
شعور شفيف
يلوح كالجسد الغضيض
بين وجعي المستفيض
تمكث هناك زهرة
ترقب عمري الممتد في البياض 
وتموت حسرة
تمسك يدي.. لتعيدني
وينتفض الزمن السحيق 
يرميني في كل مرة

طفلة في مكان ما...
تلوح برداء الفرح
بين خيبة وأخرى 
تمنح عروق القصة اليابسة
مياه حياة.. وتمضي
وأجهش لحلاوة ذكرى
ياخوف قلبي
أن تأتي بهيئة أخرى
وتموت الطفلة في عروقي
ويهزني الكرسي الأخير 
كهلةً سكرى


**بين قوسين اقتباس لدرويش


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا