عاشقان .. أحمد عبد الرؤوف/سوريا
تعبـتُ من المجـــازِ بلا بيانِ
ومن قتـلِ الأسى بعــد الأوانِ
تعبتُ من الغروبِ بكـونِ قلبٍ
ومــــن قلــــبٍ بلادُهُ مقلتانِ
أظــــنُّ بلادَ روحــي أرهقتْها
حروبُ اليأسِ في أرضِ الأماني
فلا مطــرٌ سيـرويها وقحــطٌ
بأرضِ النّيلِ يفتكُ بالمــكانِ
وحــــربٌ بينَ كهّــانٍ تمادَوا
وأنصـــارِ النّبيّ على الهــوانِ
وأخـرى بينَ سنبلةٍ وجيـشٍ
كثيرِ الجــمعِ منــصورٍ بثانِ
فأوحـى اللهُ قاتـــلْهم بصبرٍ
وإنّ الصــّابرين إلى الجـــنانِ
بحبّةِ حنطةٍ فسدتْ وأخـرى
بسنبلــةٍ فنصـرُك في أمــانِ
بلادُ المســلمين اليـومَ مصرٌ
ويوسفُ ليسَ من هــذا الزّمانِ
نهاجـرُ ربّمـــا نلقى نسيــماً
يسافرُ في الوجـــوهِ بلا دخانِ
ونلــقى أمّـــةً تبــكي فقيداً
تــواريهِ التّــــرابَ قبيــلتانِ
تقيمُ النّــاسُ عنــدَهمُ ثلاثاً
وتختــرقُ السّــماءَ رصاصتانِ
فإنّ المــوتَ يُقبلُ مثلَ ضيفٍ
غريــبٍ لا تــراهُ ســوى ثوانِ
وحقُّ الضّيفِ حينَ يزورُ قوماً
يُكَــــرّمُ بالقـــيامِ وباللّسانِ
نهاجــرُ فالمـــنايا في بلادي
تفـــوحُ كذكــرياتِ الأقحوانِ
تضــرّعُ ناسكٍ وضــلالُ غــاوٍ
أحـــاطا بي ولمــّا يتركــاني
وحتـــفٌ للحياةِ تــراهُ يودي
ودرعٌ في المـهالكِ قــد رماني
حكاياتُ الشّجــاعةِ في بلادي
نقشْناها على جُـدرِ الأغــاني
فـلا يخشى الجبانُ بنا شجاعاً
وقد يخشى الشّجاعُ من الجبانِ
زمــانٌ أكــرهَ الكــلماتِ تغـدو
حطاماً تحـتَ أنقـاضِ المعاني
حديثُ قصيدتينِ بحضنِ قلبٍ
وقلبـــاً أنجـــبتْهُ قصيـدتانِ
وعشقٌ في الجوانحِ ليسَ يخبو
تجــودُهُ في القصــائدِ دمعتانِ
وأرضٌ قــــد تردُّ هــــوى لواءٍ
إذا صـــــبٌّ تنكّـــــرَ للحنانِ
بلادي جنــّةٌ في الأرضِ تـربو
هــلالٌ في الســّماءِ ونجـمتانِ
بلادُ الأنبياءِ وكـــعبةُ الحــبّ
فجــرُ حضـارةٍ صـــوتُ الأذانِ
سأبـقى إنَّ أرضــي في هــواها
الــــولادةُ والمــــنيّةُ عاشقانِ
تعليقات
إرسال تعليق