يرتفع هامش المعنى ... أبو حسن / الأردن



يرتفع هامش المعنى لأني
مبهمٌ يحاور القدر،يجري
قلبي على أطراف البحر 
كلما قذف الغرق ملامحي
لأن وجه السماء يشبهكِ.

لم يكن للغيم متسع آخر

ليقذفني على هيئتكِ، أنا
لم أكن غزيراً لأحفر في
ملح التراب شفتيّ.

كان الغصن أشد

تماسكاً، كلما قطف 
المزارعون اسمكِ.
ليطعم الحمام 
أبناء الريح 
وهم يركضون 
إلى السماء
مع أمواج الغرق.

من التراب نبت جسدكِ

ولأن النرجس كان اسمَكِ
سميت السيسبان ذاكرة
وكانت فلسطينُ أنتِ!

.....



يُخيَّلُ لي بأن القمر شببهُ عينيكِ، يمتصني 
غريقاً لأرفع أشرعة الشمس عن حواجب الضوء.

و أربط جدائل الليل على نخيل الشاطئ

لأقطف من ثمر البحر صياداً بائساً
عانقه الطعم من شباكهِ الأولى..

أخيط أصابعي 

ليصمت قلبي الناعس
عن أمهِ، وَيلعَقَ تسعاً
وتسعينَ حزناً منذ الولادة!
..

لأن الماء يرفع الغرق إلى سطح

العمق.
لأن الضفاف محاصرة على 
جوانب الرؤية
يشهد الأموات على المرافئ..

وتصرخ النوارس معلنةً 

البداية، لم يكن لنا غرقٌ
آخر!

أنا الغريق الذي طاف سطح البحر
ونام على ذاكرة الماء 
 التي عبرت ملح الشواطئ.. ..

.......


لأن المذاهب تقول:

الغريق شهيدٌ، وأنا تائهٌ في أربعة
اتجاهات أحاور أبناء
فصيلتي على أسماء 
الذاكرة:

الحنين 

النار
الغرق
وانصهار الجليد
تحت أشعة الشمس.

ذات نبوءة سأخبر الله 
أن الغياب مريض
جداً، وأن المذاهب
لا تشفي الورق!

............


منذ المسافة والعقارب تقبل

يد السماء، والأقدام واقفة 
تركض في بللها الطيني!

وأنتَ جذع قديم

تمتدُ بجذرين من غيمٍ إلى غيم
وعمرٌ أصابه البرَد
يركض إلى بوابةٍ 
تفتحُ له مصراعيه!

 .......


أيها الغريق 

 لا جدوى
لم يعد البحر 
يرفع القصائد 

الموج هائج، والسماء تعرف كيف تبتلع جسدك

بالغياب، وحده الغرق يحتضنك في الورق!

شهقة شهقتان، وقشعريرة أكبر من ذلك

والروح تتساقط على شكل 
دمعتين.
وأنت وهذا البحر غريقان يطلاطمان 
أمواج البكاء..

وهذا الدم، بعد أن شرب الماء

كفنَت له السماء بالمطر!

أيها الغارقون بغياب البحر

وضفاف الشواطئ
لم يعد الشعر يكفي للنجاة.
هذا الماء يبتلع القصائد
كلما غرف الموج أبناء 
السطور.. 

وحدها البحار ترتفع، وتطلقُ صرخاتها

إلى الله، كلما بكت قصيدة
لأن السماء تشبه أعينكم!



أيها المسافرون عبر الغرق

أرفعوا البحار، واشربوا
من العمق، أجساد الماء..
الشواطئ مليئةٌ
بأسماء الغياب.
والماء وحده آبن الغرق!

أيها البحر 

حتى لا يغرك العمق
ابتلع القصائد
لينام الغرق 
ويموت الشعراء في الماء!

.......


لماذ كلما كتبت قصيدة 

على جسدك لم يعد
يتسع البحر لي؟

كم مرة علي أن أغرق

لأجدني مربوطٌاً بزورق 
على ضفتك؟

ثمةُ لغةٌ بائسة عن مسافرين

ابتلعهم الغرق وأكلهم البحر.

لأعود بغرقٍ أكبر من قصيدة
وماءٍ دون حبر!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تميم سوفت /سوريا

يا حَاديَ ... هيثم قويضي / سورية

بوح الصورة .... بقلم نبيلة طه / سوريا