مجلة الأقلام الراقية الأدبية

وجعي حرف نُقِشَ على جدران بابل  وحزني معلقة على باب مكه  فرحي لا احدثك عنه فهو التلال الخضر في تونس  ونشوتي هناك تلاطف موج الاطلسي وترتطم في احضان مراكش والامازيغ .. ثورتي سمراء على ضفاف النيل جنوبا تطعم الدنيا خبزا وخيرا ان ارادت ، وحبي هناك بين ضلوع الصدر والروح زيتا وقدسا وزيتون  اما بقية العمر فاريدها ياسمينا دمشقيا يترامى خجلا على عباءة بني اميه ...  والنبض والدلال هناك على اغصان الارزة الحرة غنجٌ بيروتي متوسط  اما صوتي تسمعه جيدا اذا اصغيت في شوارع مصر القديمة وبين حوانيتها العتيقه ... انا من تراب العصاة جبلت وشقت صدري عصا موسى وصلبتني اشجار المجدل والناصرة وسقيت خمرا من نخيل بغداد ، وتتلمذت من روح الحضارة في كل العواصم ، ان من بقايا سفينة نوح وحفيدة هاجر ، صبري نضج في بطن حوت ووالدي قتلته العرب في فراش علي ، ودمي يسيل منذ قرون في فناء الدار تجد اثره ان دققت على سيوف بلفور وغيره من الاباطرة ، انا ابنة الظلم القديم وقصة تأبى الا ان يعود محمدها يمسح على قلبها ليخرج النور ويطفئ نار الكفره ...

يا حَاديَ الأظعانَ عَرِّجْ نَحوَنَـا ..                            بِنَسائمٍ حَمَلَت شَذَا مَنْ راحُوا .. ألقِ السَّلامَ ..لَـعَـلَّـهمْ أنْ يَنظروا ..                               حَالي ..فَنَظرَتُهمْ إليَّ سَمَاحُ .. جـُودوا علَينَـا بِالّلقَـاءِ فَإنَّكُـمْ ..                               قـَومٌ كِـرامٌ .. واللقَـاءُ فلاحُ .. هِجرَانُكُمْ أَمضَى مِنَ السَّيفِ الّذي ..                          أدمَى القُلوبَ .. ولَحظُكُمْ دبّاحُ .. لو تَنظروا عَطفاً بِلُطفِ جَنابِكُمْ ..                               أو تَرحَمُوا صَبّـاً بِكُمْ يَرتاحُ .. فأنا أسيرُكُمُ ويَكويني الجَفَا ..           ...

اقرع قلبي بلقاك عل ما تبقى من نبض في عشقي يستفيق من سباته ليحيى على همس هواك أشعل شموع ذكراك رمم قيتارة حبي بعدما دمرت أوتاري بالهجر فأبى الفؤاد ان ينساك اطو روحي في ثناياك ترتمي في عناق سرمدي  ولهيب لجنون لقياك احمل كلي في يمناك راقصني على مهل على لحن عودتك يتمايل بعضي على خطاك 

مـا بال هـذا الـشـتاء يـنبـش قـبور الـنسـيان ويُخـرج أشـباح حـب  مـات ... وأنـدثـر تحت رُكـام الـغـياب يـعتـصر قـنينة الـذاكرة لـينثر عـطرهم مـن جـديد عـلي أروقـة الـروح ما بالي هـذا المـساء أسـتحضر طـيفك بـصلوات الـحنين  وحـيدة .. فـارغـة .. وخـاوية إلا منـك أُجـوب أزقـة الـشوق الـمكتظـة بالأنـين عـلي طاولـة الـغياب أُلـملم أوراق الـسنين أتـسلـق جـبال حـبك  للـتنقـيب عـن فـرحـي الـضائع وإبـتسـاماتي الـمتناثرة كـ أوراق الـخريف أضـمُك بـين جفـن المـاضي ورمـش المستقبل أمـنيـات تـتداعـي أمـامي وتلـثم خـد حـاضري  لا زالـت نـظرتك فُسـيفسـاء تُزين جـدران قلبـي ورغـم الـخنجـر الـمغروس فـي خـاصـرة الـمسافـة  يـظل طـيفك هـو الـشيء الـوحيد الـذي يربت عـلي كـتف وحـدتي  ويواسـيني ... فـي الـغياب

مسحورة بطيفك بهمس مفرداتك ... يهز أركان وجداني الحنين إليك  تنهمر مني ك سيل دافق ....بالحب فقط  مختوم بوتيني أنت ....يا ملاذي الآمن  يا واحة روحي الأبدية  أريدك هكذا.....  و انا مليئة بالتساؤلات  من انت ؟  من تكون ؟!   تائهة بين الجفن و العيون  أبحث عن جواب يروي ظمئي  ينتشلني من دوامة الهيام بك ... أريدك رغم الغموض .... رغم السوء الذي تدعيه .!  أريدك بكامل حقيقتك ....  لانني وجدت فيك ما ضاع مني ذات فقد  و النقص الذي تشعر به .....يكملني  أنا أيضا أحمل جينات الحزن تماما مثلك  أعاند القدر ..و أقايض الدنيا بابتسامة مسروقة من تلابيب الوجع  بكمشة فرح أرشها على درب العمر  بقوافل من غزل ....أرتبها من سويعات صمتنا الدائم  أنا ايضا تجرعت المرارة يوما مثلك  فقط نختلف قليلا ... فأنا لم أضيع قلبي مثلك ...بل جاثية هنا على رصيف العمر  أنتظر ...... أن ياتيني قلب متعب ك قلبك ..... لأكون له راحة أزلية  انا مثلك ...أتمنى حبا سرمديا لا شتات فيه  يكون الغرق فيه نجاة لل...

ورأيت كيف يأفل الراحلون  والليل يوقظ الموتى  ورأيت قوافل الضياع ورأيت كيف ينبشون ذاكرتنا   أحياء فينا بلا إنقطاع  طفولتنا وشقوتنا  تمردنا بلا إنصياع  ورأيت فيما رأيت  بوابة عمر تفتح وتغلق  على الحياة  منكفأة مرة ومشرعة  بلا شراع  ورأيت في الموت حياة  رغم قسوة الأوجاع  إصغي لعل قلبك  يحسن الإستماع

بعض الحنين / انشطار/  …  يشبه اندفاعك لإسعاف شخص تشوّه كليّاً  لاتستطيع إلّا أن تنقذه وأنت ترى أن الموت ستر له…  بعض الحنين/ جبّار/ يباغتك بجيوش لاقِبَلَ لك بها ..والغريب المحزن في الأمر أنك أنت كلّك عتاده .. فجأة يصبح سلاحك سلاحه وحتى أنك تبحث عن نفسك في جيشه كأبرة في كومة قش …   بعض الحنين /أنهار/ لاتعرف من أين تأتي وأين تصب ومتى تجف .. إما أن يكون حظك كشجرة باسقة على الضفاف تتشبث بكبرياء وإمّا أن تكون ضغثاً مترامياعلى الأطراف إلى الضياع مصيرك ..  والكثير من الحنين يغتال أرواحنا بلا سلاح  لا ملامح ..ولا لون..  ولا صورة..  لادين له ولا يُفسّر …… 

تمدد هنا  في اديم اخضر لا يعتريه شحوب  وأفض من ذاكرتك نهرا مخلدا  عينه فكرة وسمعه نثيث غيم  تفرق في آفاق الغيب  سر نحو حتف اليمام  اعد له ما استطعت من كفن  ومن تراب وغبار  انفض  عنه لعنة الهديل  ويتم الفطام   لملم خبزه  المتيم بأعالى المأذن  هذه قفاره  ترجع الموال  بلا ساتر يحول بينها وبين  اليقين وأقم لأفواج   المطر لقاءا يليق بقافله تستريح من رحلة الشتاء   فما زال هناك  على تخوم الطقس رحلة صيف  لم تتلاشى بعد     ما زالت  تشد  خاصرتها نحو الشرق  تعبق   بالتوابل  تتعتق  بالجلنار     مازالت تحجل  في طرق الحرير   ربما نسيت نفسي عند مسير   القوافل   اتقدم   خطوة اتراجع  اخرى   انصب   خيمة  لاستراحة قليله  اوقد  نارا  في رخو الأرض  يدي بيد حادي العيس    اسوقها  على قمح  وسنابل   انزف اغنيات  لعل القلب  يرق ...

طير أنا أطوي يد الريح ليلاً  مسافاتٍ نحو المدى أحمل العمر بين غيمتين حزينتين لأبكيه في الصباح مع الندى طيرٌ..أنا  ربما تخونني أجنحتي ويهجرني الريش والأصحاب  لكنني هنا......  كومةٌ من أسى..... تدفعني الريح نحو الردى وأبقى أنا... أنا أعاند المسافرين صوب الشمس  فظلي يأبى الخضوع  وأعاند المسافرين صوب الأمس فظلي يأبى الرجوع وأعاند نفسي  بالأغاني والأماني والدموع  فأنا... طيرٌ أنا إن خانني أمسي قدري أنا أطير غدا

كان هنا يحمل قلما وبعض حروف الهجاء  كان يكتب قصيدة  تحمل في طياتها  لعنة لمن شرد شعبا  وطمس اية الحب لحظة اللقاء  كان هنا ينثر ورد الحاء   ويسكب عطر الباء   على انثى شرقية  ....... وحينما انقطع اثيرها  جعل اخر قصائدها رثاء

نحن لا نعلم كيف جاءت الحرب، لكنها جاءت  بأي حق، لا بل قل بأي باطل، ربما هرولة، أو مشياً على رؤوس رصاصها وحمم قذائفها التواقة لعناق أجسادنا. لم نكن نعلم  أن الهواء الأسود المتكور فوق أحلامنا  كان يخرج مقهقهاً من فوهات البنادق الناقمة   بينما كنا نتهاوى على أرض،  لم نعش أكثر لنصدق   أن يوماً ما سيأتي، وتلفظنا من برها من بحرها من جوها وكل ما نشبهها به . بتنا نمقت الليل  ليس لأنه طاغٍ فى أسوده الحدادي  على شيء نجهله،  ولا لأنه ناقصٌ قمراً قصائدياً آنذاك؛  بل لأنه كلما هبطت العتمة هبوطها الاضطراري،  ونكاية بموتنا الهزلي،  يقيم احتفالاته الصاخبة قرب جنائزَ فقدنا الوهمية..  ليس لأننا نصطنع الفقد؛   بل لأن من نفقدهم لا أثرَ لهم سوى الغياب،  لا أثر للغياب سوى الغياب! نحن الآن أكبر من ملامحنا، فلا تصدقوا أن هذه اليد الكاتبة يحملها جسد ضئيل الظل، بل هي تكاد ترفعه بعشرِ قصائدَ سماوية. فنحن الآن أكبر من ملامحنا ..

قلت لك الحنين يقتلني ما أكذبني! ها أنا ما زلت حي لكن شيء في القلب يوجعني  برق يضرب جدران الروح فتنزف ثم تنزف دون أن تستريح وأنت تعيش عالمك وضجيجه  تكتب تسافر تحتفل  تودع  وأنا موجود في اللا وجود انا الحي الميت فيك بلا حدود وكيف يبدو غيابي ! قلبك يكابر والشمس تشرق وحر برد الغياب كافر وجمرة في كفي لا تفارقه تدور مع أوجاع الوقت الوقت... كافر لا يطفىء الجمر والصدر أوراق دفاتر تشتعل  تشتعل وريح ذكراك لا تطفئه تضحك من وجعي الضحك... كافر يمزق الأحلام بطرف أُنمله ثم يجثو على مفترق عتيق يعبر بطيف كحلته فتحترق الطريق وأنا الميت الحي فيك والحنين خنجر الخنجر... كافر لا يهبني العمر كي أكون ولا يقطعه  فأغادر

علّقتُ أسئلتك المبتلة بالشك على حبال الصمت تحت شمس الحب .. علّها تجف .. لكنها كانت حادة كحرف سكين ..  قطعت الحبال وسقطت في أوحال الدنيا ..  

لا أريد من الحب سوى البداية .... # درويش   لِمَ عظمة البداية متجلية هنا؟!  أحقاً أن اللحظات الأولى هي أجمل ما في الحياة؟ لحظة التعارف، لحظة البوح، لحظة الولادة، لحظة التفاني، لحظة النظرة الأولى، النبضة الأولى.. الشغف الأول. لحظة الانبهار، التحليق والانتصار، لحظة الغوص الأولى في تلابيب العشق .. والنهايات من يحدثنا عنها ..؟! من ينقذ أمانينا من التلاشي؟! من يمد يده ليربت على أرواحنا المرهقة؟ من يلتقط شظايا الانكسار العالقة بالوجدان ؟  من يمحي آثار ندوبنا من خاصرة الوجع؟  من يردع جيوش الحنين إن استوطنت الذاكرة ؟ من يكبت دمع المآقي؟ من يقنعُ القلب حينها أن بعد كل غرق هناك مركب نجاة وِجهتها بدايات جديدة مجبولة بطعم الحياة، ترسو بنا على مرافئ الأمان؟! هل لكل بداية نهاية أم أن لكل نهاية بداية ؟!!!

قِفْ بالدِّيارِ وحَيِّ الرَّمْـلَ بالإِضَمِ..                         حَيِّ الظِّبَاءَ ِبـذَاتِ الشِّيحِ والعَلَمِ .. كَــمْ كُــنْـتََ تَـكْتُمُ أشْـوَاقَاً بِـقُربِـهِمُ..                         واليَومُ بالبُعدِ تُبدِي الحُبَّ بالنَدمِ .. يا راحِلِينَ بِـرُوحِي في هَـوَادِجِكُمْ..                  عَـــزَّ الِّـلـقَـاءُ فَـهَـلْ أَرفَـقْــتُمُ بِــدَمِي ..؟ سَــارَ الـحُـدَاةُ بِـقَلبِي دُونَ عِلْمِكُمُ..                       لَـوْ تُنصِفُوا غَارِقَ الأشْواقِ والكَلَمِ .. قَــد ذَوُّبُونِي عَلى الـرَّمْضَاءِ وارتَحَلُوا..                 لا الرُّوحُ رُوحِي ولا أَقْـوَى عَلَى السََّقَمِ .. ِ قد نَـــلْـتَـقِــي بِـــكُــمُ إِنْ عــَـزَّ وَصــلُـــكُــــمُُ..               ...

يرتفع هامش المعنى لأني مبهمٌ يحاور القدر،يجري قلبي على أطراف البحر  كلما قذف الغرق ملامحي لأن وجه السماء يشبهكِ. لم يكن للغيم متسع آخر ليقذفني على هيئتكِ، أنا لم أكن غزيراً لأحفر في ملح التراب شفتيّ. كان الغصن أشد تماسكاً، كلما قطف  المزارعون اسمكِ. ليطعم الحمام  أبناء الريح  وهم يركضون  إلى السماء مع أمواج الغرق. من التراب نبت جسدكِ ولأن النرجس كان اسمَكِ سميت السيسبان ذاكرة وكانت فلسطينُ أنتِ! ..... يُخيَّلُ لي بأن القمر شببهُ عينيكِ، يمتصني  غريقاً لأرفع أشرعة الشمس عن حواجب الضوء. و أربط جدائل الليل على نخيل الشاطئ لأقطف من ثمر البحر صياداً بائساً عانقه الطعم من شباكهِ الأولى.. أخيط أصابعي  ليصمت قلبي الناعس عن أمهِ، وَيلعَقَ تسعاً وتسعينَ حزناً منذ الولادة! .. لأن الماء يرفع الغرق إلى سطح العمق. لأن الضفاف محاصرة على  جوانب الرؤية يشهد الأموات على المرافئ.. وتصرخ النوارس معلنةً  البداية، لم يكن لنا غرقٌ آخر! أنا الغريق الذي طاف سطح البحر ونام على ذاكرة الماء   التي عبرت مل...

أ تكتبُني ؟  بكى الحرفُ الذي نزفت  وبكيتُ أنا  ! لفّني الورق الأبيضُ بما لا يزيدُ عن كفنٍ  وبما لا ينقصُ عن حُلمٍ ! أ تكتبُني ؟ ومازال يلجُّ في السؤال ! أنا ياحرفُ لا أكتبكَ أنا فقط أكتبني  وخلفك أختبئُ ! من ثمّ اقرأُني بعينِ القلب  اللامُجردة ! فتضحكُ منّي روحي المُتمردة! تتعثّرُ ضحكتي بدمعتي  فأشعرُ بالبردِ  وأشعر باليُتمِ أيضاً !

لاظل لي  راسي تحاصره الجهات  تفر منه احلام الصغار  وأمنيات تائهة  بغير اجنحة ولا انتظار لاصوت لي  سيوف القهر تلاحقني  واعراف القبيلة قطعوا رقاب الحرف  وماتركوا الجديلة نبشوا رفات القلب  كسروا عظام الحلم  واردوه قتيلا علقوا وجهي على طرف الجدار أطروه بأصفاد مملة  ثقبوا جرحي  ملؤوه بحرقة ملح  مدوا على اطرافه صحراء بغيرحدود اغرقوه بالحدود ماعاد عزيف الريح يعنيني  ولاصمت القبور  ماعدت اذكر حين حاصرني الجراد  أين رأسي ؟ ومتى وقت الصلاة  ومواعيد الحبور  إن وجدتم بعض بقاياي  عالقة على جرح عسير  أعيدوها الى قبري المفتوح  على وعد مرير

ألِفتُ الموت .. ومازالت الحياةُ  تشيرُ إليّ بأصابعِ دهشة  فنعيقُها .. لم يُثِر بداخلي  لحظةَ شؤم  وغربانُها المحلقةُ حول رأسي .. لم تَغنَم بفُتاتِ فكرة .. هشيمُ جسدي  لم يخالط ترابَ الأرض  ولم تذروه ريح  سقاه الإباء فأينَعَت منه زهرة  أرتقي النجومَ أواكبُ الضياءَ  لأصنعَ شمساً من ضوءِ قطرة  أدوسُ الظلامَ  بأقدامِ نور  لأطلقَ من رحمِ الذّلِّ  ثورة ...