*أنا آت إلى ظل عينيك... يا درة الفرات* ..... محمد طه / سورية
الرقّة درّة الفرات
" أنا آت الى ظل عينيكِ آت.. ."
يادُرةَ الفرات
آتٍ ألملمُ ماتبقّى لي من ذكريات
وأنظرُ بعينِ قلبي فقد تغيرتْ
معالمُ الحارات !!!
ولكن العاشقُ الحقّ لايضيعُ الدربْ!
على أقدامِ روحي أسيرُ في الممراتْ
لا أبكي ولا أبتسم !!
لا شيء حيٌّ...!!
لا شيء مات !!
" آت إلى ظلّ عينيكِ ...آت"
لا شيءَ يمنعني
دع الكلّ يسمعني....
ماتَ الخوفُ فينا ..ماتْ !!
ياإلهَ الكونِ هلْ حقاً أنّه ولّى
زمان المعجزات ؟؟
وهل حقاً أخي...
وصديقي
وابنُ جيراني
الكلُّ ماتْ !!!؟
آتٍ الى ظلّ نخيلكِ أقضي
من الوقتِ ساعةً... ساعتين...
ثلاثُ ساعات
وإن غفوتُ أو قبضت فجأةً
دثروني
بما تيسّرَ من سعفات..!
.........
لكل ثائر حداد !!
يتفنن بصنع الأصفاد
ولكل جائر عُبّاد
يجلسون على موائده
يأكلون على عيون الأشهاد
ومشايخ وعلماء سوء
يفتون له كيفما شاء!
يعتلون المنابر
منذ الزمان الغابر
والمواطن لا يزال صابر
والمتحدث باسم الرعية
أكبر قوّاد !!
والخليفة في نوبة سكر
ما فاق ولا استفاق
وخازن بيت المال
لصّ أفّاق !
وكبار علماء اللغة والنحو والصرف
منشغلون بتحضير الخُطبة العصماء
لسموه المتدني كحذاء !
وكلما أخطأ صفقوا بحرارة الأغبياء!
ليموت هناك طفل
وفتاة تغتصب
ومازال الخليفة يتذاكى بغباء!
حقا ياسادتي رحم الله القائل
" لانامت أعين الجبناء "
.............
" اجعليني بريقا صغيرا بعينيك
حين ينام اللهب !"
اجعليني شرارة الغضب
وأطفئيني بماء شط العرب
وان جاء البرد فجأةً
دثريني بشعارات و خُطب!
او غطيني برمش و هدب
عظامي نار الحطب
قد يهاجمنا الجراد فجأة
تعالي نسكن وسط الصفحة
حين تحترق الهوامش !!
البشر ليسوا أهلاً للمغفرة
العشب...
والحب.... والسخرية
مثلث تساوت أضلاعه
حاد الزوايا ومثلها طبعي
غير أنّي ماتساوت لي أضلاعُ !! .
..............
" المجد للكراسي "
المجد للكراسي
المجد للكراسي
والجالس كالجبل راسِ
يضحك رغم المأسي !!
يقول هذا الوطن لي
انظروا...
فصله الإله على مقاسي !!
وكل ثائرٍ نكّلنا به تنكيلا
جيلاً .....فجيلا...!!
أنا شيخ القبيلة
أيّ جميلة فهي لي حليلة
مادام زوجها عميلا !
وهذا الوطن وطنكم
أنتم إرثاً أصيلا
سنبنيه معاً
بجهودكم الجبارة
بهذي الزنود السمر
ارفعوها وأدعوا بخشوع
أن أبقَ طول العمر !
هذا الوطن سنبنيه معاً
بمعولٍ وفأسِ
بأفكار مازالت في رأسي !!
ستخرج يوماً ...
لترى النور
وتزهر الآحلام
ساعتها ماأجمل الشعور!!
أعدوا الطاولات
واتركوا الكراسي !!
فلنحتفل ...
وندعوا الله بخشوعٍ
أن يحافظ عليََّ !! .
.............
"الأغاني اشتهت قائليها"
وملّت من التصفيق المبتذل
خشبات المسارح !
"آت الى ظل عينيك آت"
ولا أُبارح
آت أحمل بندقيتي
وفي جيبي وصيتي
وكتبت عليها
لاهوية عندي
هذه الأرض هويتي !
ولهذا مزقت جوازات السفر !
أمشي وأعرف أن الطريق مليئة
بالحفر
وأمشي ....دهر !
ماهمني لاذهب عندي
لا حُليّ ولا جواهر ..
لا حساب لدىّ في " البنك"
الأرصدة لسُرّاق الوطن !
"أنا آت إلى ظل عينيك"
على قلب وساق
أفتحي يا أرض ذراعيك
وخبئيني هناك في الأعماق !
مللت من الثورات المصدّرة
مللت من هذا النفاق ! .
مابين قوسين من قصيدة محمود درويش" انا ات الى ظل عينيك"
تعليقات
إرسال تعليق